تقرير: محمد دياب
يحتفل آل سعود، للمرة الثانية، بـ “يوم التأسيس”، وذلك بعد أنْ أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً في 27 كانون ثاني/يناير 2022 باعتبار يوم 22 شباط/فبراير من كل عام ذكرى تأسيس مدينة الدرعية على يد مانع المريدي، واعتماد هذا التاريخ كيوم لتأسيس ملك آل سعود، وربط المواطنين به.
لا يمثّل هذا السرد دعوة إلى البحث التاريخي، ولا يأتي أيضاً لمراجعة تاريخ الجزيرة العربية، فذلك مبحث آخر. لكنَّ بعض السياق التاريخي يعطي إجابة شافية عمّا وراء القرار السعودي.
يُمثِّل اعتماد عام 1727 تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية تحريفاً للتاريخ الحقيقي لفكرة الدولة السعودية، أي عام 1744 الذي هرب فيه محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية.
حينها، اتفق الرجلان على الحرب في الجزيرة العربية تحت راية ابن سعود بذريعة “تصحيح عقيدة الناس” ممّا “علق بها من الشرك والبدع والخرافات”، وبدأت إمارة الدرعية بالحرب والمجازر ضد القبائل آنذاك.
حوَّل آل سعود “يوم التأسيس” إلى جزء من روزنامة الاحتفالات السنوية من أجل تنظيم الذاكرة الجمعية، وهذا قمة الجهل، لأنَّه حين يكون الاحتفال بمناسبة لا تمثّل مشتركاً وطنياً تورّث في الحد الأدنى مشاعر متضاربة من شأنها الكشف عن أزمة الهوية التي يعاني منها آل سعود.
#السعودية