السعودية / نبأ – من أين يأتي بعض المسلمين بفكرة أن العنف ضد الصحفيين الذين يسيئون إليهم هو أمر مقبول؟ وكيف يعتبرون قطع الرؤوس عقوبة مناسبة؟
سؤال طرحته المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسن.
واتسن أشارت في مقالها إلى أن قتل الصحفيين في باريس دفع إلى التساؤل عن دور الإسلام في الاعتداءات العنيفة.
واتسن رأت أن جواباً على مثل هذا السؤال يمكن أن يظهر من خلا فحص سياسات الحكومة السعودية المتسمة بالتطرف وانعدام التسامح، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن الملك عبد الله،يمثل قدوة للعديد من المسلمين في العالم وبالتالي، فإن الكثيرين يستقون قناعاتهم من السعودية فيما يتعلق بالمحظورات.
ورأت واتسن أن جلد المدون رائف بدوي بتهمة إهانة الإسلام مؤشرٌ على موقف المملكة من العقوبات التي تُرمى في وجه أصحاب الرأي.
المقال أوضح أن بدوي لم يكن الوحيد الذي واجه الملاحقة والعقوبة البدنية بسبب النظرة إلى آرائه، فقد سجنت الحكومة المثقفين والكتاب والنشطاء الذين تجرأوا على التشكك في أي مقوم من مقومات العقيدة السائدة التي فرضها القادة الدينيون للوهابية.
وأشارت واتسن إلى سجن سعاد الشمري بتهمة إهانة الرسول الكريم وإصدار حد الحرابة على الشيخ نمر النمر، بتهمة الخروج على ولي الأمر، وقالت واتسن بأن الحرابة هو أقسى عقوبة في المملكة، والذي يتم فيه قطع رأس المدان واستعراض الجسد مقطوع الرأس علناً.
وتحدثت واتسن عن حالة الصدمة والاستنكار بشأن قطع تنظيم داعش للرؤوس بينما لا تُواجَه عمليات قطع الرؤوس الأكثر شيوعا واعتيادا في السعودية لتمحيص أو إدانة تذكر.
واتسن اعتبرت أنه عند التصدي لتحديات الأيديولوجيات المتطرفة في الشرق الأوسط ، فإنّه يلاحظ أن محاربة الجماعات المتطرفة يبدو محدودا.
إلا أن واتسن اعتبرت أنه من الممكن التأثير في ممارسات وسياسات الحلفاء المفترضين في الحرب على الإرهاب، الذي تنتمي له السعودية وغيرها الكثير من الحكومات العربية السلطوية، المسيئة، غير الخاضعة لأية محاسبة.
وأوضحت واتسن صعوبة تصديق شجب الحكومات الغربية لـداعش حينما تكون الحكومات التي تمارس إساءات مشابهة، من أخلص الأصدقاء وأقوى الحلفاء وأهم المستثمرين.
وانتهت إلى أنه في حال كان المجتمع الدولي جاداً في التصدي للأيديولوجيات المتطرفة فلا بد له أن يحثّ الملك عبد الله على أن يصبح الحامي الحقيقي لحقوق المسلمين في أنحاء العالم، على حدّ قولها.