جيزان: أمطار قتلت الريثي وكشفت الفقر المتفشي في المنطقة – تقرير: مودة اسكندر

تقرير: مودة اسكندر

فضيحةٌ من العيارِ الثقيلِ كشفَتها قضيةُ المواطنِ جابر الريثي الذي قضى حتفَه جراءَ السيولِ التي ضرَبت جيزانَ بتاريخِ 14 من مارس 2023.

القضيةُ التي تحوَّلت إلى قضيةِ رأيٍ عام، كشَفت بعضاً من فصولِ الاهمالِ المتعمَّدِ الذي تتعرَّضُ له مناطقُ جيزانَ منذ عشراتِ السنين، على خلفياتٍ طائفيةٍ ومناطقية.

تُظهرُ هذه المشاهدُ الريثي وهو يُنقذُ أولادَ أخيه، ليَجرفَهُ السيلُ لاحقاً. وهو السيلُ نفسُه الذي يتجدَّدُ مع كلِّ هطولٍ للأمطار، حيث ترفضُ الحكومةُ السعوديةُ إنشاءَ بنيةٍ تحتيةٍ لتصريفِ المياه.

وهنا أمُّه تحتسبُ أمرَها إلى الله، فيما يُسارعُ أحدُهم لتلقينِها أنه شهيد، في محاولةٍ للتعميةِ عن تقصيرِ السلطاتِ المعنية.

القضيةُ التي لاقَت تفاعلاً واسعاً، مع فقدانِ جثمانِ الريثي، والعثورِ عليه بعد 8 أيام من الغرقِ، حرَّكت الرأيَ العامَّ لتقديمِ العونِ إلى العائلةِ المفجوعةِ في ظلِّ تقاعسِ الحكومةِ السعوديةِ عن واجباتِها، ليتكشف واقعُ أهالي جيزانَ الذينَ لم تعرِف التنميةُ إلى مناطقِهم سبيلا.

ومع المشاهدِ التي فضَحت حجمَ الإهمالِ الرسميِّ للمناطقِ التي لا تندرجُ ضمنَ توجُّهِها الوهابي، وظّفَت السلطةُ سهامَ إعلامِها ضد الذين قدَّموا المساعدةَ، متهمةً إياهُم بممارسةِ أدوارٍ ليسَت من اختصاصِهم، ومُبديةً انزعاجَها من كشِفهم عن القضيةِ، وموجِّهةً إليهم تهماً مقولبةً عن تلقيهِم تسهيلاتٍ مشبوهةٍ من جهاتٍ وأفرادٍ لم تُحدِّدْهم.

أما أميرُ جيزانَ فكانَ آخرَ مَن يعلم، وهو الذي أُجبرَ على القيامِ بزيارةِ تعزيةٍ شكليةٍ للعائلة.