تقرير: بتول عبدون
تتحوّل وسائل التواصل الاجتماعي بيد النظام السعودي من سماء افتراضي للتعبير والتلاقي إلى أداة للقتل، وجعلها تحت مراقبة مشددة من قبل الأجهزة الأمنية، وتأسيس جهاز خاص لها كـ “الذباب الإلكتروني” الذي انتشر بقوّة عقب تولّي محمد بن سلمان منصب ولي العهد.
ومن مهام هذا الجهاز عدم ترك أي تفصيلٍ يمرّ من دون تدوينه وتقديم تقارير دورية للأجهزة الأمنية.
ويستهدف ابن سلمان جميع المواطنين لا سيما من يحاول التعبير عن رأيه في ما يخص قضية ما، ويمنعهم من التداول في جميع الشؤون السياسية، إلا لموظفي الذباب أنفسهم الذين يسوّقون للنظام، ويساهمون في تلميع صورته.
جعلت هذه المهام المجتمع السعودي يعيش في جوٍ من الترهيب الرسمي والخوف، فأي مطالبة بالإصلاح أو أي إضاءة على خطأ ما، توصل إلى الاعتقال والمحاكمات الجائرة.
وغابت الثقة بين المواطنين الذين باتوا يتجنّبون التفوه بأية كلمة أمام الجار أو الصديق ويخشون أن يُستهدفو بأي اتهام في إطار تصفية حسابات شخصية .
وشددت “لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في الجزيرة العربية”، في تقارير متوالية بعنوان “سلسلة الاعتقال”، على أن “ابن سلمان سحق حرية التعبير في السعودية بالكامل، ليس فقط عبر “الذباب الإلكتروني” بل استخدم القوانين والأنظمة الجزائية التي فُرِضت محلياً، كقانون مكافحة الإرهاب وتعريفاته الفضفاضة، لقمع أي رأيٍ معارض له، ما وسّع نطاق انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية”.
#السعودية