قرَّرت السعودية إغلاق “أكاديمية فهد” في لندن، خلال أيلول/سبتمبر 2023، وسحب الدعم المطلق المقدم لها منذ 38 عاماً، في قرار يطرح تساؤلات عدة عن السبب غير المعلن، خصوصاً وأنَّ السعودية تستخدم هذه الأكاديمية كما العديد من المدارس والجامعات والمساجد منذ عقود من الزمن لنشر الفكر الوهابي المتطرف.
وأثار القرار غضب المعلمين في الأكاديمية إزاء فقدان وظائفهم من دون سابق إنذار، بينما عَلِم أولياء الأمور بخطة الإغلاق من الشائعات التي انتشرت قبل أيام، ولم يصلهم تأكيد المدرسة إلّا بعد ظهر يوم الجمعة 5 أيار/مايو 2023.
وسبَّب قرار الإغلاق معضلة للأساتذة والطلاب، حيث اشتكى أولياء الأمور من أنَّهم لا يملكون الوقت الكافي للعثور على مدارس جديدة، وذلك قبل بداية العام الدراسي الجديد في أيلول/سبتمبر، بعدما أُغلِق باب التسجيل في العام الدراسي 2023-2024 في المدارس الحكومية، ما يزيد صعوبة العثور على مدرسة مختارة أخرى، وفق ما أشار اليه موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
ويضع توقيت القرار علامات استفهام عن السبب الرئيس لاتخاذه وهل حققت السعودية أهدافها، التي قامت عليها الأكاديمية بنشر الفكر الوهابي المتطرف فتوجَّهت إلى الإغلاق؟
جدير ذكره أنَّ ولي العهد محمد بن سلمان قال، في حديث إلى صحيفة “واشنطن بوست” خلال عام 2018، إنَّ “استثمار المملكة في نشر الوهابية كان بطلب من الحلفاء خلال فترة الحرب الباردة بهدف منع الاتحاد السوفيتي من التغلغل أو كسب نفوذ في دول العالم الإسلامي”.