مصر / نبأ – شكلت فترة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز أكثر المساحات المريحة لمن يعتنق فكر الاخوان المسلمين، وان كانت في خلفيات الموضوع مناكفات أرادها فيصل في صراعه المفتوح مع العدو اللدود للجماعة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
المهادنة السعودية الاخوانية سرعان ما تبخرت مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران، تفتحت عيون حكام العربية السعودية أمام هذا التطور على خطر قد يتهدد العروش على الضفة الغربية من الخليج في حال استنساخ التجربة هناك، خاصة بعد تأييد الاخوان للثورة وتقاربهم مع النظام الجديد في طهران، ومن ثم معارضتهم للتحالف العسكري مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية.
مع اندلاع ثورات الربيع العربي بدأت أشد المراحل تأزما بين الرياض والاخوان المسلمين، ومع وصول الجماعة الى الحكم في مصر سجل الاخوان على الرياض رفضها تقديم أي مساعدة لحكومة الرئيس محمد مرسي، ولم يمر عام على انتخاب الرئيس الاخواني حتى انحازت السعودية الى الجنرال السيسي ومن ثم اغداق المليارات دعما للنظام الجديد المعادي للجماعة.
ترسخت في زمن الثورات قناعة النظام الملكي بضرورة احتساب الاخوان في معادلة اغلاق الأبواب على رياح التغيير المقلقة احتواء لتداعيات الربيع العربي الذي بدأ بقرع أبواب المملكة.
ما زاد القناعة هنا خروج أصوات المطالبين بالاصلاحات والحريات والذين يحمل بعضهم الفكر الاخواني داخل السعودية.
بعد جهد متواصل تحت الطاولة لاجهاض نجاح تيارات الاخوان المسلمين في الدول العربية، فتحت المملكة الحرب على الجماعة بصورة علنية. حظر قرار وزارة الداخلية الاخوان المسلمين حظرا شاملا أمنيا وفكريا، وأقر معاقبة حتى من يفصح عن التعاطف مع الجماعة.
الا أن الاخوان المسلمين يحظون بتأييد شريحة غير محددة من السعوديين، يظهر ذلك جليا من خلال نشاط مؤيدين للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر بعض المواقع الالكترونية المعارضة للنظام السعودي.