لا دخان أبيض في سماء الخرطوم التي يغطّيها دخان المعارك الأسود. فعلى وقع الاقتتال المتواصل بين قوات الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ أشهر، تلقّى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً من رئيس “مجلس السيادة” قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بحثا خلاله مستجدات الأوضاع في السودان.
وذكر بيان لوزارة الخارجية السعودية، مساء السبت 29 تموز/يوليو 2023، أنّ ابن فرحان أكّد للبرهان “ضرورة إيقاف التّصعيد والتوصّل إلى حل سياسي يضمن عودة الاستقرار والأمن إلى السودان”.
منذ 6 أيار/مايو 2023، تدّعي السعودية والولايات المتحدة رعاية مفاوضات بين أطراف النزاع في السودان، إلّا أنّ هذه الرعاية لم تؤتِ أكلها، وكانت عبارة عن هُدنات هشّة. لكنّ محللين يرون أنّ هذه الرعاية ليست جديّة لأنّ للسعودية الدّور البارز في تحريك الساحة السودانية عبر البرهان، كما أنّ للإمارات اليد الطّولى فيها عبر الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات “الدعم السريع”، الذي اشترط، يوم الجمعة 28 تموز/يوليو 2023، “تغيير قيادة الجيش السوداني” للتوصّل إلى حل سلمي.
من جهتها، اشترطت وزارة الخارجية السودانية “تذليل العقبات والعراقيل لعودة وفد الجيش إلى مدينة جدة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع قوات الدعم المتمرّدة”.
ميدانياً، تستمر المعارك الشرسة في الخرطوم وأم درمان بين طرفَي النزاع، فيما وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بينهما في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.