السعودية / نبأ – عشرة أشهر فصلت بين زيارتي الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرياض، وهي فترة كافية لإظهار الفرق بين الزيارتين.
سلمان الذي استقبله وليا للعهد إستقبله اليوم الثلثاء ملكا.
أوباما كان قد زار الرياض في شهر مارس من العام ألفين وأربعة عشر، في ظل ما اعتبره المراقبون أكثر الفترات توترا بين البلدين الحليفين.
إذ شهدت العلاقات خلافات في عدد من الملفات,حيث كانت المملكة تتخوّفُ من التقدم الحاصل في المباحثات الإيرانية الأميركية في الملف النووي الإيراني.
كما أن المملكة كانت لا تُخفي غضبها من التعاطي الأميركي تجاه الملف السوري الذي أرادت الرياض حلا عسكريا فيه، وهو الحلّ الذي رفضته الإدارة الأميركية أو لم تتحمّس له كفايةً. يُضاف إلى ذلك، الغضب السعودي ممّا عُرف بالتخلي الأميركي عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
أما اليوم فقد حلّ أوباما المملكة بدافعٍ شخصي في الظاهر، وهو تقديم التعزية بالملك عبد الله وفتْح صفحة جديدة مع الملك الجديد.
مراقبون اعتبروا أن زيارة أوباما جاءت لتُشدّد على أن طبيعة العلاقات الأميركية السعودية لا تحكمها أسماء وشخصيات وأنها ثابتة رغم العواصف والتحولات الجارية في المنطقة.
خلال الشهر الماضي، استقبلت واشنطن وزير الداخلية محمد بن نايف، ووزير الحرس الوطني السابق متعب بن عبد الله. وقد توثقت العلاقات بين واشنطن والرياض على المستوى الأمني والدفاعي، وخاصة مع قيام التحالف الأمريكي ضد تنظيم داعش، فضلاً عن إعلان واشنطن تدريب معارضين سوريين على أرض السعودية لمواجهة الرئيس بشار الاسد، وهو ما شكلّ جائزة ترضية أمريكيّة إلى الرياض.
وفيما أكد مسؤول أميركي ان العلاقات السعودية-الأميركية هي في أفضل أحوالها، فإنّ صحيفة واشنطن بوست قالت إنّ زيارة أوباما للرياض تأكيدٌ على بقاء الولايات المتحدة على نهجها في الإعتماد على الحكام المستبدين للقيام بأعمالها القذرة، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى فشل أوباما في مكافحة الإرهاب.
في المقابل، تذهب الصحافية جويس كرم إلى وصف العلاقات بين واشنطن والرياض بالشراكة المتكافئة والتي تحمل ضرورة إستراتيجيّة، كما أنها تشير إلى العلاقة الطيبة التي تجمع الملك الجديد والإدارة الأمريكية. ولكنها علاقةٌ يرى البعض أنها مرهونة للمتغيرات المفتوحة في المملكة والمنطقة عموماً.