الإمارات / نبأ – موت الملك عبد الله بن عبد العزيز لن يمر مرور الكرام على مسار العلاقات المصرية الخليجية.
هذا ما أكدته الأيام الأولى من موت الملك الذي كان له الدور الأبرز في تحقيق التقارب بين القاهرة والدوحة، حيث بذلَ جهوداً مضنيةً انتهت بإعلان المصالحة بين البلدين، وقبل أن يستلم الملك سلمان العرش.
وكانت العلاقات المصرية القطرية قد شهدت تطورا ملحوظا في ديسمبر الماضي، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القاهرة مبعوث أمير قطر مع رئيس الديوان الملكي المعزول خالد بن عبدالعزيز التويجري.
إلا أن مراقبين ذهبوا إلى أن موت الملك عبد الله ستؤدي إلى آثار سلبيّة في مسار المصالحة، وهي الآثار التي يمكن أن تظهر على مستوى التأخير في إجراءات المصالحة، وأن تعود مجدداً إلى وتيرة التسويف. وفي حين يذهب السفير محمد العرابي إلى أنّ الأثر المفقود سيكون شخصياً، لجهةِ أن الملك عبد الله كان يُبدي اهتماماً شخصياً بموضوع المصالحة، فإنّ مساعد وزير الخارجية السابق حسين هريدي يذهب إلى أنّ ثمّة صعوبةً في تحديدِ مستقبل العلاقات المصريّة القطريّة.
من جهةٍ أخرى، فإن المطلعين على خفايا المصالحة بين الدوحة والقاهرة، يذهبون إلى أن عزل خالد التويجري سيكون له أثره على صعيد إعادة التوتر في العلاقات بين البلدين، لاسيما مع المعلومات التي أذاعتها مواقع إعلاميّة، من أنّ عزْل التويجري جاء بعد اكتشاف حملةٍ كان يقودها الأخيرُ ضدّ الملك سلمان حينما كان وليّاً للعهد، وتنطوي الحملة على السّعي من أجل إزاحة سلمان عن ولاية العهد وتولية مقرن مكانه. وتحدّثت المعلومات أنّ الرئيس السيسي متورِّط بالمخطّط التويجري، وهو ما أثار غضب الملك الجديد.
أوساط إعلاميّة مقرّبة من الرئيس السيسي لم تُبدِ حفاوةً كبيرةً بتولّي سلمان الحكم، كما أنها لم تتردّد في القوْل أن مقرن هو أكثر أماناً لمصر.
إضافة إلى ذلك، فلا يزال الوسط السياسي والإعلامي المصريّ يثير الاتهامات إلى قناة الجزيرة القطرية، وتصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، ويتحدث هذا الوسط عن انتهاء المصالحة القطريّة المصريّة.
ومع ما يُقال عن غضب الملك الجديد من الرئيس المصري من جهة وضبابية آفاق المصالحة مع قطر من جهة أخرى, يتساءل المراقبون عن مستقبل النظام المصري الذي اعتمد في بقائه على دعم الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة.