تقرير| إتصالات أمريكية بجماعة أنصار الله لحل الأزمة

اليمن / نبأ – واشنطن تجري محادثات مع حركة أنصار الله بهدف حلحلة الأزمة في اليمن، المعلومة كشفها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي.

الرجل نفى اتصال المحادثات مع الحوثيين باتفاق لتقاسم المعلومات الإستخبارية حول القاعدة، الوضع اليمني المتحرك جدا والمعقد جدا يتطلب مباحثات مع مختلف الأطراف، يقول كيربي، مضيفا أن لأنصار الله أسبابهم كذلك للتحدث مع الأسرة الدولية عن نواياهم.

نوايا كان السيد عبد الملك الحوثي واضحا في تجليتها، لا نريد إقصاء أحد والحل في العودة إلى اتفاق السلم والشراكة والعمل سويا لإيجاد مخرج من الأزمة.

المخرج ما فتئت الإجتماعات متواصلة بهدف تسريع الوصول إليه، مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر يكثف اتصالاته مع الأطراف السياسيين تداركا لما قد يكون أخطر.

آخر الإجتماعات لم تفلح في حسم الخلاف، مقترح تشكيل مجلس رئاسي برئاسة عبد ربه هادي ما يزال موضع تجاذب.

جناح الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح يشترط عرض استقالة هادي على مجلس النواب، وفي حال وافق المجلس على الإستقالة يتولى رئيسه يحيى الراعي المنتمي لحزب المؤتمر مهام الرئاسة مؤقتا.

مطلب لا يبدو أنه سيحظى بموافقة القوى السياسية اليمنية، أطراف رئيسون على الساحة يريدون حلا مستعجلا وطارئا يقي البلاد مخاطر الفراغ.

مخاطر تدرك الولايات المتحدة ومعها حليفتها السعودية إرتداداتها المحتملة على المستوى الخارجي، من هنا، قد يكون الإعلان الأمريكي إجراء مباحثات مع الحوثيين خطوة على طريق الدخول في عملية سياسية تتقبل الواقع وتحاصر التهديدات.

زيارة الرئيس باراك أوباما إلى السعودية لم تكن خارجة من السياق، الطرفان الأمريكي والسعودي تناولا سبل الخروج من عنق الزجاجة في اليمن.

إحتمالات الخروج السلمي لا تنفي وجود نويا مغايرة لدى حكام الرياض الجدد، مراقبون يرون أن السعودية قد تطلق دعوة أممية لتدخل عسكري في اليمن، سابقتها في إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين تجعل خطوات من هذا النوع أمرا واردا.

يضاف إلى ذلك أن المملكة يمكن أن ترفع مستوى دعمها لمناوئي الحوثيين، كما يمكن أن تعمل على اجتذاب العناصر المتضررة من ديناميات سبتمبر وما تلاها، يحتمل خبراء الشأنين اليمني والخليجي، مضيفين أن الرياض ربما تجتهد بالتعاون مع أبو ظبي في دعم الأسر اليمنية الفقيرة من خلال مؤسسات الغوث والإعانة.

ويتوقع الخبراء أن تسرع السعودية إجراءات الإنتهاء من مشروع المنطقة العازلة على الحدود الجنوبية للمملكة. تسريع قد يترافق مع الإستعانة بقوات أجنبية في صورة قوات مشتركة أو قوات تدخل سريع في حال اتخاذ الحوثيين إجراءات تهدد مصير الملاحة في مضيق باب المندب.

بالنتيجة، تبدو السعودية ومعها حليفتها الولايات المتحدة مائلة إلى تطويق الأزمة اليمنية، محاولات خلط الأوراق وتغيير قواعد اللعبة وإرباك القوى الثورية ومضاعفة التشظي والإنقسام لم تفلح في تحقيق مبتغاها حتى الآن.

إخفاق ربما يدفع واشنطن والرياض إلى مزيد من البراغماتية والمرونة في التعاطي مع الحوثيين، من دون التخلي طبعا عن الخيارات البديلة المحفوظة في أدراج المسؤولين السعوديين ورجالاتهم في اليمن.