السعودية / نبأ – تسببت تغردات لناشطين على تويتر في اعتقالهم في بلدانهم، وذلك بسبب تعليقات اُعتبرت مهينة للملك السابق عبد الله. السلطات الكويتية ألقت القبض على المغرد محمد العجمي بسبب تغريداته حيث سيخضع للتحقيق حول التعليقات التي أدلى بها على تويتر عن المملكة، والأمر كذلك بالنسبة للنشاط الحقوقي نواف الهندال الذي نشر تغريدات عبّر فيها عن رأيه بعد وفاة الملك عبد الله.
أما في البحرين، فقد أعلنت السلطات عن اعتقال عدد من المواطنين على خلفية تغريدات نشروا فيها آراءهم بشأن سياسة الملك السابق حيال مختلف القضايا، وبينها القضيّة البحرينية.
في مقابل ذلك، فإنّ الملك الجديد سلمان أراد أن يُقدِّم نفسه إلى الضيف الأمريكي، من هلال إظهار نفسه وكأنه عارف بالعصرِ وما يدور حوله. ففي سابقة هي الأولى من نوعها لأحد ملوك السعوديو، نشر الملك سلمان بن عبد العزيز على حسابه في تويتر فحوى الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الأمريكي أوباما.
صورةٌ قد تُلخص جانباً من التناقض في المشهد السّعوديّ والخليجي. الملك الجديد معنيٌّ بأنْ يُظهِر نفسه وكأنه ملكٌ إصلاحيّ، ملمّ بالواقع، ويجيد لغة العصر. ولكن مجرّد الكتابة على تويتر، على فرْض أن الملك الجديد قد فعلها بنفسه، ليس كافية لإثبات ذلك. والإجابة تبقى معلومة بالنسبة لمنْ يسأل عن واقع حرية الرأي والتعبير على الإنترنت بعد تغريد الملك عبد الله!
ليس غريباً أن تكون المملكة هي من أكثر الدول العربيّة استخداماً لموقع تويتر. وليس مفاجئاً أن يكون هذا المنبر هو النافذة الأولى للرأي العام في المملكة والخليج عموماً. ففي المملكة حشودٌ من الآراء المكبوتة، والأصوات الممنوحة من الظهور. وثمّة خشية من رفْع الصّوت، أو الظهور بالأسماء الحقيقيّة. المعتقلاتُ ومنْ يسكنها من المغردون يكفي لمعرفة مصير منْ يجرؤ على ذلك.
اندفاع الملك سلمان ودخول الأمراء الملحوظ على تويتر هو أشبه بالمحاولات الرسميّة التي تسعى لسرقة المشهد الحقيقي الذي يُشعله المواطنون في هذا الموقع الحيوي. ولكنها محاولات غير ناجحة أغلب الظن. تماماً كما أنّ الإيحاء بأن المملكة على مقربةٍ من الحرّيات الإعلاميّة لمجرّد أن الملك، وربما مدير مكتبه، سجّل حساباً على تويتر، ونشر تغريدةً، لا تقدّم شيئاً.. ولكنها قد تؤخِّر أشياء.