حوّلت جرافات ولي العهد محمد بن سلمان جدة، التي طالما قالوا عنها أنّها “عروس البحر الأحمر”، إلى جبال من الأنقاض حولتها بذريعة التطوير، ليظهر مدى فداحة جريمة الهدم الذي أصاب الأهالي والسكان في مقتل وجعلهم مجموعات مشتَّتة ومهجَّرة في الضواحي.
رفعت “أمانة جدة” ما يزيد عن 154 ألف متر مكعب من مخلَّفات الهدم، زاعمة أنّها تسعى إلى تحسين المشهد الحضري وإزالة مظاهر التشوُّه البصري للمدينة، متناسية أنّها هي من سبَّب هدم الحياة فيها.
وحاولت الأمانة أنْ تغطّي على هول ما اقترفته بنشر ما سمّتها “الجهود خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، وشملت تطهير ما يزيد عن 82 كيلو متراً من الشوارع الرئيسة، إضافة لتنظيف الشوارع الفرعية، وطرق المشاة، وغسل الأرصفة”.
لن تعيد هذه محاولة الأمانة اليائسة إلى المواطن الذي هجِّر سقف بيته الذي كان يأويه مع أسرته، أو ذكريات الحي الذي نشأ فيه. ويصب الهدم والخراب والتهجير لمصلحة مشاريع بناء لابن سلمان يصب مالها في خزائنه، من دون التعويض حتى على من كان سبباً في معاناتهم.