تركيا / نبأ – في مقالة مطولة في صحيفة «يني شفق»، الموالية لـ «حزب العدالة والتنمية»، كتب علي نور قوتلو:
سأشتكي في العالم الآخر من الملك، الذي حوّل الحرمين، ليس إلى خادم لهما بل إلى مُلك له. وسأشتكي كيف حول الملك مكة والأماكن المقدسة إلى مكان تملأه الأتربة والقاذورات ولا تحسن إدارته البلديات.
وسأشتكي من الملك كيف حوّل مكة من مدينة مقدسة إلى مدينة لا يحسن العيش فيها، والذي حوّل الكعبة إلى مكان لا تمكن رؤيته بسبب ناطحات السحاب التي بنيت.
وسأشتكي من الملك الذي حوّل الحجاز من قلب العالم الإسلامي وروحه وسعادته إلى بلد تعيث فيه الاستخبارات، والمحظورات التي لا وجود لها في الإسلام، وطبّق الأفكار المذهبية على أنها قوانين من الشريعة الإسلامية.
وسأشتكي من الملك الذي يضاعف ثرواته مع عائلته ويحرم الفقراء منها.
سأشتكي من الملك كونه من يدير الأراضي التي توجد فيها مكة والمدينة المنورة. وسأشتكي من الملك الذي أغرق العالم الإسلامي في الفوضى والتمييز، بعدما تبنى ورعى المذهبية أينما وجدت، والدكتاتوريين أينما وجدوا، والاضطهاد أينما وجد، في وقت كان يتطلب أن تكون هذه الدولة جناحاً يظلل الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي.
سأشتكي من الملك الذي محا كل اثر، وما يمت بصلة إلى الذاكرة، من تاريخ يُذَكِّر بالنبي محمد وبالصحابة والأسماء الإسلامية الكبيرة وبالعثمانيين، واظهر عدم احترام لذكراهم، وبنى مكانها مراكز تجارية.
سأشتكي من الملك الذي وضع كل ثرواته في البنوك الغربية لتطوير تلك البلدان، ولم يخطر على باله أن يضع أي مال في الدول الإسلامية.
سأشتكي من الملك الذي لم يفعل شيئا لتحرير القدس، والذي كان أول من دعم انقلاب (عبد الفتاح) السيسي في مصر، وأيد سحق المتظاهرين في ميدان رابعة والنهضة (…).