اليمن / نبأ – أشار بيان صادر عن المؤتمر الوطني الموسع في اليمن الى أن “المراحل التي عاشها شعبنا اليمني تحت تأثير المؤامرات المتعاقبة، والتي اثقلت كاهله في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية، والسعي الحثيث من قبل قوى التسلط والفساد والتبعية لفرض واقع مغاير لما يرتضيه أبناء شعبنا اليمني من السعي نحو بناء وطن خال من الفساد والارتهان يحفظ كرامة أبنائه ويحمي سيادة أراضيه وثرواته والسير بخطى ثورية نحو تحقيق العدالة والمواطنة المتساوية”.
وأوضح البيان أنه “انطلاقا من المسؤولية الوطنية والتاريخية التي يستشعرها الشرفاء والاحرار من أبناء هذا الشعب منذ بداية ثورة الـ11 من فبراير 2011م وما تعرضت له تلك الثورة من مؤامرات عصفت بمسارها الصحيح واتجهت بها نحو التقاسم والمحاصصة بين قوى الفساد والتسلط في الداخل والخارج وتمرير المؤامرات على حساب مصلحة الشعب وسيادته وكرامة أبنائه وافتعال الازمات والصراعات الداخلية لإضعاف الشعب واخضاعه للقبول بسياسة الامر المفروض عليه وضرورة العيش في ظل تلك الأوضاع المتردية والاتجاه بالبلد نحو المجهول، وحينما أشرف الوطن على الهاوية انبعثت من جديد الروح الثورية الصلبة التي يتمتع بها أبناء شعبنا اليمني وصححت مسار ثورته في الـ21 من سبتمبر 2014 م فاتجهت الجماهير اليمنية بقيادتها الثورية الحكيمة في درب التصعيد الثوري مؤكدة على الشراكة مع الجميع والتي توجت باتفاق السلم والشراكة بين كل القوى السياسية اليمنية وبمباركة أممية واقليمية”.
ولفت الى أن “قوى الفساد والطغيان والتبعية سعت للالتفاف والتهرب من التنفيذ لتلك الوثيقة التاريخية وعملت على وضع العراقيل امام العملية السياسية في جميع مراحلها واللعب بالورقة الأمنية واثارت النعرات المذهبية والمناطقية والعنصرية الدخيلة على ثقافة مجتمعنا اليمني وتلكأت في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واستدعاء العقوبات الدولية ضد ابناء الشعب اليمني ووضعه تحت ما يسمى الفصل السابع، في تفريط واضح في سيادة الوطن واستقلاله، دعم الفساد والعبث بمسودة الدستور، والتنكر لمبدأ الشراكة، والنهب المنظم للمال العام واستغلال الوظيفة العامة والعمل ضد التحرك الشعبي والثوري الساعي لمواجهة الفساد وتجفيف منابعه وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي والدعم المادي المباشر لعناصر التكفير والاجرام في مواجهة الشعب والجيش والامن وسعيهم لإضعاف وتمزيق المؤسسة العسكرية والأمنية وصولا بالبلد الى حالة الفوضى والانهيار من خلال تقديم الاستقالة من قبل الرئيس والحكومة وذلك بغرض المناورة لإخضاع الشعب لتمرير مشروع تمزيق الوطن وتفتيته تحت مسمى الأقاليم، خدمة للمصالح المشتركة بين تلك القوى الفاسدة والقوى الإقليمية والدولية التي تقف خلفها للحفاظ على نفوذها ومشاريعها التدميرية للوطن والشعب، ولم يقدروا للشعب اليمني الصابر ما منحهم من الفرص المتتالية للعمل على تصحيح الأوضاع ومعالجة الاختلالات والحد من الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة”.
وأكد البيان أن “الشعب حمل على عاتقه المسؤولية واتجه نحو قطع الطريق على المتآمرين على اليمن أرضا وانسانا سواء في الداخل او الخارج وانطلق لإقامة المؤتمر الوطني الموسع المنعقد بقاعة المؤتمرات الدولية بالعاصمة صنعاء بمشاركة كافة قوى الشعب برجاله ونسائه وفئاته المجتمعية من علماء وأكاديميين وقادة أحزاب وسياسيين وقيادات السلطة المحلية وعسكريين ومشائخ ورجال أعمال ومحامين ووجاهات اجتماعية واتحادات ونقابات مهنية وتعليمية وعمالية ومنظمات مجتمع مدني”.
وقال أن “المؤتمر سجل اعتزازه بالدور الوطني المشرف للقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والثورية في حماية أمن واستقرار الوطن والحيلولة دون انزلاقه نحو الانهيار والفوضى، كما تم تعديل الاختلالات الواردة في مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ورفض أي مسعى لتمزيق الوطن تحت أي مسمى”، مؤكداً ضرورة “الاصطفاف الوطني الشامل لمواجهة الجماعات التكفيرية الاستخباراتية ومطالبة الجيش واللجان الشعبية بالقيام بواجبهم في مواجهة تلك الجماعات”.
وشدد البيان على أنه “تم رفض التدخلات الخارجية التي تستهدف سيادة الوطن وأمنه واستقراره، كما تحقيق مبدأ المواطنة المتساوية وإنصاف من تم اقصاؤهم في الفترات الماضية ومنح أبناء المناطق التي تتوفر فيها الثروات السيادية امتيازات محددة بما يحقق العدالة”.
ولفت الى ضرورة “الإسراع في معالجة القضية الجنوبية وحلها حلا عادلا ومنصفا، والقيام بالمعالجات الاقتصادية العاجلة والملحة للتخفيف من معاناة الشعب ودعوة القطاعين العام والخاص الى القيام بواجبهما وتحمل مسؤوليتهما خاصة في ظل الأوضاع الراهنة وهذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا، كما تم دعوة القوى الإقليمية والدولية الى تقدير الشعب اليمني الذي يسعى لحياة كريمة وعلاقة طيبة مع جيرانه ومحيطه في ظل الاحترام المتبادل” .
وأشار البيان الى أن “المؤتمر الوطني الموسع يمهل القوى السياسية مدة ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ الرئاسي القائم”، موضحاً أن “المؤتمر فوض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطات الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن”.