هنا “شارع الثورة” في القطيف، يحث آلة الهدم مستمرة في جريمتها. هنا بيوت صامدة، بَيْدَ أنّ الجريمة ستطالها لا محال.
ركام في كل مكان، منازل غيّبتها آلة الهدم السعودية من الوجود بعد أنْ شرّدت أصحابها وزجّت بهم في الأطراف وشُتِّت أقارب وجيران.
برغم سوداوية المشهد إلّا أنّ التراب المجمَّع يحكي عن قصص العزة والكرامة التي عاشها الشارع، عن انتفاضة شبابه وشيبه أمام جور النظام وظلمه، عن تحدّي مدرّعات النظام وأمنه المدجّج بأحدث أنواع الأسلحة، عن شهداء رووا الأرض دماً بكل فخر وعزة، عن معتقلين غُيّبوا خلف القضبان كانت هنا بيوتهم محالهم وعملهم.
لم تستثن آلة الهدم دور العباد، فبالتوازي مع السير في سياسة التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والسماح بممارسة الطقوس التلمودية على أراضيها، تُفْرِغ السلطات السعودية جام غضبها على المساجد والحسينيات في القطيف، حيث طالت جريمة التجريف “مسجد الشيخ أمان” و”مسجد الشيخ علي المرهون” و”مسجد الشيخ عبدالحميد الخطي” و”حسينية الخضر” و”حسينية بن جمعة” و”حسينية أهل الكساء” و”حسينية العوامي” وغيرها.
ولكن مهما كان المشهد اليوم يبقى “شارع الثورة” ثورة في النفوس والضمائر لاستعادة الأرض ونيل الحقوق والحريات.