الحدود التي أغلقتها المملكةُ في وجه الإرهاب، لم تنجح في إيقافِ زحْفه، ولأسبابٍ يعرفها الأقربون والأبعدون، وهي أنّ هذه النّبتة الخبيثة المسماة، الإرهاب، تحنُّ دوماً إلى تربتها الأولى. وإذا كانت المملكة تجتهدُ بالمالِ والسّلاح وبالغرب والشّرق من أجلِ مكافحة الإرهابِ، فإنّها لا تُخفي استثمارها لهذا الدّعم من أجل إغلاق الأبواب في وجهِ المطالبات بالإصلاح، وباستخدام الذريعةِ نفسها، وهي مكافحة الإرهاب.
ومن حيث لا تحبّ ولا تشاء المملكة، وخارج حدودِ سياستها التأزيميّة، شهدت اليمن اليوم إطلاق الإعلان الدّستوريّ بعد انتهاء مهلة اللّجان الشّعبيّة للقوى السياسيّة للاتفاق من أجل إنهاء أزمةِ البلاد. الإعلان الدّستوريّ لن تتردّد المملكة في شنّ الحربِ عليه وتفخيخه بكلّ الوسائل، إلا أنّ كلّ ذلك لن يخفي الإنجاز الثّوريّ الناجح الذي استطاع أن يُعيد الثّقة لقدرة الشّعوب على إدارة أمورها، رغماً عن مملكة الفوضى، والمؤامرات الدّوليّة، وتناقضات الدّاخل.