السعودية / نبأ – في خطوة ذات دلالة، أفرجت السلطات الأردنية عن منظر ما يسمى بالسلفية الجهادية عصام البرقاوي، الملقب بأبي محمد المقدسي، بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال.
وبحسب محاميه موسى العبداللات فإن قرار الإفراج الذي أصدره مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية، تضمن أيضا منع محاكمته لعدم كفاية الأدلة.
وكان المقدسي اعتقل في اوكتوبر الماضي بتهمة استخدام الانترنت للترويج لتنظيمات إرهابية، ولم يكن قد مضى على الافراج عنه حينها ثلاثة أشهر بعد أن قضى خمس سنوات في السجن، إثر إدانته بتحويل أموال إلى حركة طالبان الأفغانية.
وقالت مصادر أردنية إن الإفراج يأتي من اجل إفساح المجال أمام المقدسي للعب دور في مواجهة داعش، بعد قيام الاخير بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وبعيد الإفراج عنه أدلى بعدة تصريحات ناقدة وساخطة على تنظيم داعش، الأمر الذي رأى مراقبون أنه يعني أن الإفراج عنه جاء بالتوافق معه بعدما غير موقفع من داعش.
وكان المقدسي في شهر مايو الماضي وجه رسالة الى تنظيمي داعش والنصرة انتقد فيها مواصلتهما القتال ضد بعضهما البعض، ودعاهما الى التوحد من اجل قتال التحالف الدولي.
والمقدسي هو الأب الروحي لأحد مؤسسي داعش الإرهابي الأردني المعروف باسم ابو مصعب الزرقاوي. وقد قاتل في افغانستان، وله شعبية بين الإرهابيين السعوديين.
وقد ألف كتابا اسماه الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية بداية التسعينيات، وهو ينتمي الى قبيلة عتيبة أشهر قبائل المملكة التي تقيم بين نجد وحدود الحجاز.
وفي هذا الكتاب هاجم المقدسي علماء السعودية ولا سيما الشيخ عبد العزيز بن باز وابن عثيمين واصفا اياهما بعلماء السلاطين وعلماء السوء.
وقد ألف الشيخ عبد العزيز بن ريس آل ريس كتاباً اسماه تبديد كواشف العنيد في تكفيره لدولة التوحيد، وُصف فيه المقدسي بأنه أفاك مشين.
هذا ورأى مراقبون في الإفراج عنه تأكيدا على تورط الأردن في دعم الإرهاب، خاصة وأن الأخير له إرتباطات بجبهة النصرة التي لا تختلف عن تنظيم داعش بشيء في القتل والإجرام، وكلا التنظيمين تفرع من القاعدة التي كانت السباقة الى المجازر الجماعية ومشاهد قطع الرؤوس في العراق وأفغانستان.