تقرير| زيارة كي مون إلى الرياض.. المساعدات المالية والملف اليمني على رأس المباحثات مع السعودية


السعودية/ نبأ (خاص)- رجّحت مصادر سعودية، تتابع زيارة بان كي مون إلى الرياض، أن يركز الامين العام للامم المتحدة على موضوعين اساسيين: زيادة المعونات السعودية للمنظمات التابعة للأمم المتحدة، وتقديم النصائح للحكومة السعودية بأن لا تتعجّل في فتح صراع مع حركة انصار الله لأن ذلك سيوسع نشاط القاعدة التي ستكون هي المستفيد الأول من نشر الفوضى في اليمن.

تشير مصادر سعودية مطلعة الى أن الرياض مصرّة على دفع دول الخليج لمعاقبة اليمن وذلك من خلال سحب السفراء وإيقاف المساعدات، أملاً في إفشال الحكومة تشرف على تشكيلها جماعة انصار الله، بعد فشل الرياض في من الجماعة من الوصول الى السلطة.

المملكة لا تملك الكثير من الخيارات في اليمن، حيث يرى مراقبون أن التدخل العسكري السعودي مستحيل في اليمن، مشيرين إلى تجربة الحرب السعودية على الحوثيين عام ٢٠٠٩ والتي أظهرت ضعفا في الأداء العسكري السعودي، وتمكن الحوثيون خلالها من السيطرة على عشرات النقاط العسكرية في الاراضي السعودية.

وعلى خلاف ملفاتٍ أخرى، تميل السعودية وقطر إلى التعاون بشكل وثيق في اليمن كونهما أكبر الخاسرين في الوضع الجديد.

الدوحة خسرت رهانها على حزب الإصلاح الإخواني؛ في حين فقدت الرياض نفوذ حلفائها من آل الأحمر، ما أدّى إلى انهيار العمود الفقري الذي يلم شمل القبائل الموالية للرياض.

مصادر غربية تتخوّف من أن تعمد الرياض إلى دعم تنظيم القاعدة لإعادة اليمن إلى الفوضى والاقتتال الداخلي، إلا أن الرياض التي تواجه اليوم اتهامات من حلفائها الغربيين بأنها تروج للعنف، لا يبدو أنها قادرة على المضي في هذا الخيار بعيداً، خاصة أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، ولديها قواعد عسكرية لطائرات الدرون بدون طيار جنوب المملكة.

لكن اوساطاً يمنية مطلعة لا تستبعد ان تعمد الرياض إلى ممارسة الانتقام عبر العاملين اليمنيين على اراضيها كما فعلت في عام ١٩٩٠-١٩٩١ حين طردت نحو مليون عامل يمني بسبب وقوف علي عبدالله صالح مع صدام حسين في غزو الكويت. إلا أن ذلك سيهدد بتوتير الوضع على الحدود السعودية اليمنية.

من الصعب على الرياض أن تدخل في مواجهة مكشوفة مع السلطات اليمنية بقيادة انصار الله الذين تبقى لهم اليد الطولى، وهي يد تُمسك بأوراق كثيرة، بما فيها ورقة ترسيم الحدود، ومحاولة استعادة المناطق الجنوبية في نجران وجيزان، وحتى عسير.

الرياض لا تُخفي غضبها الشديد من أداء ممثل الامم المتحدة في اليمن جمال بن عمر، الذي زار الرياض لشرح الأوضاع في اليمن عن قرب، حيث يميل بن عمر إلى أن موقف الرياض والدوحة المتشدد وضع الحوثيين بين خياري الفراغ السياسي أو تسلم السلطة. فماذا ستفعل الرياض إزاء الوضع الجديد في اليمن؟