البحرين / نبأ – إنها الجملة التي من خلالها نصّب رجل الدين السلفي المتطرف جاسم السعيدي ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز أميراً للمؤمنين، ودعاه للعمل على مواجهة منْ وصفهم المشركين والمجوس والرافضة.
السعيدي الذي أخفق في الانتخابات البرلمانية في البحرين ادّعى أن منْ المواطنين الشيعة في المملكة بدأوا بممارسة شعائرهم الدينية وأنهم يمارسون ما وصفه بالاختراق لبلاد الحرمين، وأطلق السعيدي أوصافاً تكفيرية ووصف الشعائر الدينية للمواطنين بأنها بدعة وخرافة، وحثّ الملك سلمان على مواجهة ذلك.
خطبة السعيدي التي امتلأت بالمفردات الرائجة في خطاب التكفيريين وتنظيم داعش، تثبت استمرار السعودية بالهيمنة على البحرين من خلال رجال دين بحرينيين معروفين بالتطرف والتكفير.
وفي هذا السياق، قالت مصادر إعلامية بأن اتفاقات خاصة جديدة جرت بين البحرين والسعودية خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، وأشارت المصادر إلى تسليم ولي ولي العهد السعودي محمد بن نايف لملف البحرين من والده.
ويتهم معارضون ابن نايف بأنه مدير حملة القمع في السعودية، وأنّ أكبر حملة اعتقال لسجناء الرأي في المملكة تمّت في عهده.
الاتفاقات التي تشير إليها المصادر تشمل ملفات أمنية وسياسية ودينية، وقال مراقبون بأنه من المتوقع أن تؤدي الاتفاقات الجديدة إلى زيادة القمع ضد الثورة البحرينية التي تحتقل بذكراها الرابعة بعد أيام.
المراقبون أشاروا بأن أخطر الاتفاقات المبرمة هو ما يتعلق بالملف الديني، حيث يجري توسيع الهيمنة الأيديولوجية الوهابية إلى البحرين، واستخدامها في إطار المواجهة مع الثورة البحرينية عبر تعميق الشق الطائفي وتصوير الثورة باعتبارها ذات أجندة مذهبية.
ويقول عارفون في الشأن السعوي بأن الملك الجديد سلمان يتبنّى موقفاً أكثر تطرفاً من الناحية المذهبية، وقد أعاد وجوها متهمة بالغلو المذهبي فور تسلّمه للعرش.
وقد نظمت مجموعات سياسية طائفية في البحرين عدة دورات شرعية بالتعاون مع رجال دين سعوديين معروفين بالتطرف المذهبي وتكفير الشيعة، ويُنظر إلى جاسم السعيدي باعتبره أحد رجالات السعودية في البحرين، وعادةً ما يكيل المديح لحكّام المملكة، وقد استعان برجال دين سعوديين في حملته الانتخابية الأخيرة، والتي أخفق خلالها في الوصول إلى البرلمان.