السعودية/ نبأ (خاص)- فور انتقال السلطة في السعودية الى الملك سلمان بعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز ثارت شائعات حول التغيرات في الموقف السعودي تجاه مصر.
وتعززت تلك الشائعات بتغيير الطاقم الحاكم في الرياض لإشراف اميركي مباشر كما تقول مصادر، بما يخدم السياسة الاميركية في المنطقة.
ولا شك ان واشنطن تنظر بعين الريبة الى محاولات الرئيس المصري التقارب مع روسيا وخصوصا على مستوى التسليح والمشاريع الاستراتيجية. من هذا المنطلق يمكن فهم المواقف السعودية والاماراتية لهز العصا للقاهرة.
وتبرر المصادر السعودية رغبتها في تسليح الجيش المصري باسلحة فرنسية بوجود سرب طائرات فرنسية مقاتلة في السعودية ووجود قواعد جوية وبحرية فرنسية في دولة الإمارات، لذلك فإن الصفقة الجديدة ستدفع مصر إلى الاندماج في “تحالف دفاع فرنسي-سعودي-إماراتي”، وسيجبر -بالتالي- القاهرة على ضبط سياساتها مع المبادئ التوجيهية العامة التي تضعها الرياض وأبو ظبي.
وبهذه الطريقة، ووفقا لمصادر غربية واسرائيلية، سيتمكن الملك الجديد من عرقلة محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفتح الأسواق العربية الغنية على صناعة الأسلحة الروسية.
وكانت السعودية وقفت مع الحكم الجديد في مصر في وجه الغرب، بعد الانقلاب على حكم الاخوان المسلمين، واعلنت السعودية استعدادها لتعويض المساعدة الاميركية السنوية لمصر بحسب تصريح لوزير الخارجية سعود الفيصل.
وحين اوقفت امريكا صفقة اسلحة الى مصر، توجه السيسي الى روسيا، لعقد صفة طائرات ميغ مولتها الامارات والسعودية ابتداءً في محاولةٍ لقرص اذن الغرب الذي تراجع حينها.
الان السعودية تنظر بعين الريبة لسلوك السيسي في علاقته مع موسكو حيث زار بوتين القاهرة أخيرا ولقي ترحيبا بارزا.
وكانت الرياض منْ شجعت السادات على التخلص من المستشارين السوفيات بداية السبعينيات الميلادية وطردهم، وكان لرئيس الاستخبارات يومئذ كمال ادهم الدور الاكبر في تحويل مصر باتجاه الغرب. وقد ابلغت الرياض القاهرة بأنها لا تقبل بعودة ثانية للروس الى المنطقة.
يُشار إلى أن العلاقات السعودية الروسية سيئة هذه الايام، اذ لا تخفي السعودية غضبها من روسيا لموقفها من سوريا وربما اليمن، ولا تتردّد في معاقبتها بالتوازي مع عقوبات الغرب لروسيا بشأن اوكرانيا.
وفي هذا السياق، فإن واحدا من اهداف الرياض في دفع اسعار النفط الى الحضيض هو الاضرار بموسكو.. وكانت انباء تحدثت بأن الرياض فاوضت موسكو بمقايضة أسعار النفط بدعم الرئيس السوري بشار الاسد، الأمر الذي نفته مصادر روسيّة مسؤولة.