اليمن/ نبأ (خاص)- التصعيد الخليجي لإثارة الصراع الداخلي المسلح في اليمن غير مسبوق في أسلوبه، وفي الحجج التي سُخّرت للتحريض عليه.
المراقبون عادوا بالذاكرة الى المواقف والقرارات التي اتخذها مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وبدفع من السعودية وقطر لاستدراج وتغطية العدوان الدولي على ليبيا مدفوعاً بجملةٍ من الأحقاد والأوهام الخليجيّة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أنهى قبل يومين جلسته الخاصة باليمن دون التوصل إلى قرار بشأن الأزمة بعد أن تم رفض قرار مماثل تلته مندوبة قطر في الامم المتحدة.
وفي تدخل سافر في شأن داخلي يمني؛ جدد وزراء خارجية مجلس التعاون إدانتهم ورفضهم المطلق لما اسموه الانقلاب في اليمن، وكل ما يترتب عليه.
وفي خطوة تحريضية مباشرة زعم الخليجيون ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء خالد البحاح، محتجزان، مطالبين مجلس الأمن بالحفاظ على سلامتهما.
وسبق للقوى السياسية أنْ طالبت الرئيس السابق هادي بالعودة عن استقالته، إلا أنه رفض ذلك مصرا على الانسحاب، وهو الآن لا يتعرض لأي تهديد.
كما أكد الوزراء الخليجيون رفضهم أيضا “الإعلان الدستوري” الذي يؤكد متابعون للمشهد اليمني أنه كان ضرورة لملء الفراغ وعدم الاستسلام للفوضى التي يريدها الخليجيون من خلال الدعم السعودي والقطري العلني لبعض زعماء القبائل للميليشيات ومجموعات تنظيم القاعدة، وذلك بغرض إحداث الاضطراب، مرة بالتظاهرات المدفوعة الثمن ومرة اخرى بالهجمات الانتحارية واعمال التفجير وضرب الجيش اليمين.
ويأتي التصعيد الخليجي في اليمن كخطوة اضافية للحرب الاقتصادية والاعلامية التي بدأتها الادوات التابعة لدول المجلس لاجهاض التحول الديمقراطي السلمي للسلطة في اليمن.
وطالب وزراء دول الخليج الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بعقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرارات ضد الشعب اليمني، وهو ما يعكس الهلع الذي تشعر به هذه الدول من التطورات الايجابية في اليمن لاقامة سلطة وطنية غير خاضعة للنفوذ الاجنبي، كما يعكس عجز السعودية عن التدخل العسكري المباشر، ما يدفعها لدعم المجموعات الارهابية.
القوى الوطنية اليمنية رفضت القرارات الخليجية وحذرت من المس بالعمالة اليمنية المهاجرة في هذه الدول كما دعت الى عدم التدخل في الشأن الداخلي، وقالت بأن الشعب اليمني ليس شعبا قاصرا ولا احد له حق الوصاية عليه. كما حذرت من ان التدخل السعودي القطري لا يستهدف الا تحويل اليمن الى ساحة للارهاب الداعشي والقاعدي كما حدث في العراق وسوريا وليبيا وسيناء.