لم تكن عبثيّة المحاولات الأميركية لتغيير المزاج السياسي في باكستان لصالحها، وكان أبرزها الإطاحة برئيس الحكومة السابق عمران خان المقرَّب من إيران، والسياسي الدبلوماسي مع مختلف الأطراف.
أدّى مخطط أميركي إلى الانقلاب على خان وتلفيق التهم له، ومن ثم اعتقاله ومنعه من الترشُّح لولايات جديدة، لتستكمل بذلك واشنطن حلقات استحكامها بالحدود الإيرانية من خلال نشر قواعد عسكرية في دول على طول الحدود مع الجمهورية الإسلامية.
تحاول واشنطن تقييد طهران من العراق ودول الخليج العربي حيث الوجود الأميركي العسكري الأكبر، إلى أفغانستان، باكستان، وتركيا حيث تتمركز قواعدها، وترفد المنطقة الحدودية بمجموعات إرهابية تُبقي فتيل النار والفتن مشتعلة في وجهها.
من هنا وَجَدت إيران نفسها مُجْبَرة على استهداف ما تؤكد أنّها مراكز لتجمُّعات إرهابية وغرف عمليات “الموساد” الإسرائيلي في كل من العراق وباكستان، حيث كانت منطلقاً لأعمال إرهابية، من اغتيالات طالت علماء وتفجيرات آخرها في كرمان أودت بحياة المئات.
طلبت الحكومة الإيرانية مرات عدة وبشكل رسمي من حكومات تلك الدول إيجاد سُبُل لوقف التهديد الذي تشكِّله تلك المجموعات عليها، قبل أنْ تبادر بنفسها إلى الردّ على هجمات عرضت أمنها القومي للخطر.