يكشف ما يحلّ على كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين/أكتوبر 2023، مِن خلافات داخل الحكومة وانتقادات لأدائها وحشد الشارع ضدها، عن حقيقة التصدُّعات العميقة والخطيرة داخل الكيان.
تورَّطت حكومة بنيامين نتنياهو في قرار عدوانها على غزة عندما ألقت على نفسها وجمهورها، ولا سيّما عائلات الأسرى، وعوداً لم ولن تفي بها، حتى وصل الإفلاس السياسي والعسكري لدى نتنياهو حدَّ مهاجمة ذوي الأسرى وتحميلهم مسؤولية تأخير عودة أبنائهم، معتبراً أنّ “مظاهراتهم لا تفيد، بل تزيد من مطالب حركة حماس”.
ورغم الخلافات المحتدمة داخل حكومة الاحتلال، وخصوصاً مع تراكم الخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية، يستمر نتنياهو في إصراره على تحقيق ما سمّاه “نصراً كاملاً” من دون أدنى اعتبار للعواقب الآخذة في التفاقم، الأمر الذي يجعل منه جزءاً من المشكلة، بحسب ما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تحقيق حذّرت فيه من أنّ “رئيس وزراء إسرائيل يمارس لعبة خبيثة باستغلاله الحرب لخدمة مآربه الشخصية”.
وخلصت الصحيفة إلى القول إنّ “نتنياهو فقد ثقة شعبه وحلفائه في آن، وهو يركِّز حصراً على كيفية إنقاذ نفسه وتجنيبها مصيراً قضائياً حتمياً لا مفرّ منه رغم كل المحاولات الأميركية لانتشال حكومته لمنع مأزق استراتيجي لإسرائيل”.