يُقارع البحرينيون النظام الخليفي الذي يفرض واقعاً قاتماً على جميع شرائح المجتمع البحريني، إذ “تُعَدُّ الرقابة الذاتية ملجأ آمناً لهم من مِقصلة الملاحقة الحكومية والسياسة القائمة على القمع وحظر الحريات”، بحسب ما أكّدت منظمة “أمريكيّون مِن أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين”.
تُشير المنظمة إلى انتشار مفهوم “الرقابة الذاتية” بعد قمع السلطات للحراك الشعبي المُطالِب بالإصلاح والديمقراطية، وشنّها حملات مستمرة حتى اليوم على أي رأي معارِض أو مخالف لسياساتها.
ويتمثّل هذا النوع من الرقابة بما يفرضه الفرد على نفسه من قيود تمنع حرية تعبيره عن الرأي، وتحميه من تحقيق الأجهزة الأمنية، قبل إجباره على توقيع تعهدات بعدم التعبير عن الرأي مجدداً، وقد يصل الأمر إلى إجراء انتقامي أو تلفيق تهمة وسجن.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، اعتقل الناشط البحريني وعد الشريف في كانون أول/ديسمبر 2023، على خلفية تغريدة نشرها على منصة “إكس” عبّر فيها عن مُعارضته لتطبيع بلاده مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ورفضه لانضمامها للتحالف الأميركي – البريطاني الحامي للمصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وقُبَيْل انطلاق فعاليات مجلس حقوق الإنسان بدورته الـ 55 يوم 26 شباط/فبراير 2024، تبرز الانتهاكات الحقوقية المستمرة في البحرين رغم مساعي الحكومة للتغطية والمُوارَبة، وفي مقدّمتها حرية الرأي والتعبير، من خلال ادّعاء إصلاحات شكلية أمام المجتمع الدولي.