السعودية / نبأ – نشر موقع قناة “سي ان ان” تقريراً بينت فيه سبب تأجيل مهرجان الخليج السينمائي، وتحدثت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم والمخرج الكويتي عبدالله بوشهري والمخرج الإماراتي سالمين المري عن المخاوف من أن يكون هذا التأجيل تمهيداً لإلغاء المهرجان كلياً.
وأشارت الـ CNN أن مهرجان الخليج السينمائي هو حدث ثقافي غير ربحي، يقام سنوياً في شهر إبريل/نيسان في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مملوك بالكامل وتنظمه مؤسسة دبي للترفيه والإعلام، بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون “دبي للثقاقة”.
وفي هذا السياق، قالت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم للقناة: “فوجئنا بتأجيل المهرجان قبل أسبوع واحد فقط من دورته السابعة التي كنا ننتظرها بحسب الموعد المقرر لها، والذي كان يوافق التاسع من شهر أبريل/نيسان الماضي،” مضيفة أن “حتى ذلك الحين لم نتوقع أبداً أن التأجيل سيستغرق ما يقارب السنة،” معبرة عن خوفها من أن يكون “التأجيل خطوة نحو جعل السينمائيين يفقدون الأمل في عودته ومن ثم نسيانه، فيكون التأجيل تمهيداً لإيقافه بشكل كامل.”
وأجمع المخرجون أنه لم يتم تبليغهم بأي شيء من قبل إدارة المهرجان حول أسباب التأجيل، إذ أوضحت الغانم أن “هناك صمت يستمر مع مرور الشهور من إدارة المهرجان.”
بدوره، قال المخرج الكويتي عبدالله بوشهري: “نحن لا نعرف الأسباب التي أدت إلى التأجيل، ولا نريد أن يؤدي التأجيل لإيقاف المهرجان.”
واعتبر المخرج البحريني عمار الكوهجي أن “فكرة غياب المهرجان أو توقفه سوف تعني بلا أدنى شك تدهور صناعة السينما في الخليج وضياع الهوية المتميزة لرسالة الفن السينمائي في منطقة الخليج العربي.”
ولكن، هل يمكن اعتبار التأجيل خطوة نحو ايقاف المهرجان كلياً، أو يمكن رد هذا التأجيل إلى اعتبارات أخرى؟ وهل يمكن أن تكون هذه الاعتبارات سياسية أو مادية؟
وقالت الغانم إن “الشيء الوحيد الذي يمكن للمرء أن يفكر فيه هو الجانب المادي. ولكن ألا يدعو هذا للأسف على حالنا؟ عندما نلتقي مع صناع السينما من الشرق والغرب يظنون أننا لسنا بحاجة لأي دعم لأننا دول نفطية وغنية ويتعجبون حين نتقدم بطلبات للدعم.”
واعتبر المخرج الإماراتي سالمين المري أن “السبب من وراء التأجيل قد يكون مادياً، ويعود إلى تمويل المهرجان فقط،” مستبعداً أن يتم إلغاء المهرجان.
وأجمع المخرجون على أهمية المهرجان، إذ قال المري إن “مهرجان الخليج السينمائي هو بمثابة المظلة التي تجمع صناع السينما والأفلام لينصب فيها النتاج والفكر السينمائي المميز الذي نستطيع من خلاله تحقيق أهدافنا وممارسة مواهبنا التي تساهم في رفع مكانة السينما الإماراتية والخليجية.”
أما بوشهري فاعتبر أن “مهرجان الخليج أسس جيلا سينمائيا جديدا ووثق ذاكرتنا البصرية وهو المنصة الرئيسية التي نتطلع لها كسينمائيين خليجيين سنوياً لعرض أعمالنا بكل حرية و حميمية وهو النافذة التي من خلالها نشاهد سينما الآخرين.”
وأوضح الكوهجي أن “مهرجان الخليج السينمائي ساهم في إرساء جيل سينمائي قادر على إيصال رسالة وثقافة السينما الخليجية إلى أهم المنتديات والمهرجانات السينمائية العالمية،” موضحاً أن “أي محاولة لتأسيس كيان بديل أو مشابه لن يكتب لها النجاح ولن يكون في مقدورها تقديم الروح المتميزة التي يتحلى بها مهرجان الخليج السينمائي في ترسيخ هوية السينما الخليجية في شتى المحافل الدولية.”
وطالب المخرجون بعودة المهرجان، إذ قال المري: “نحن نطالب بعودة المهرجان واستمراريته وذلك من خلال توصيل هذه الرسالة للمعنين لما له من آثار إيجابية على السينما الإماراتية وصناعة الأفلام،” مقترحا قيام “تعاون ومشاركة” مع مهرجان دبي السينمائي.”
بدوره لفت بوشهري إلى أن “استمرارية مهرجان الخليج ليست ضرورة وإنما مسألة بقاء غير قابلة للتفكير، وذاكرة لا يفترض بنا أن نتركها للنسيان. و استمراره هو الأمل .. هو استمرارنا ذاته.”
وتجدر الإشارة، إلى أن موقع CNN بالعربية حاول التواصل مع الجهة المنظمة للمهرجان، والتي فضلت عدم التعليق على الموضوع، حسبما ذكر.
وتبقى الأسئلة هي ذاتها، إلى حين تقرر الجهة المنظمة الخروج عن صمتها، وربما التكاتف مع السينمائيين لإيجاد حلول عملية تضمن عودة المهرجان بشكل أفضل وأقوى وأكثر فاعلية وتأثيراً.