السعودية / نبأ – طالبت المملكة العربية السعودية، لأول مرة من بريطانيا الاطلاع على تقرير الحكومة البريطانية حول نشاط جماعة الإخوان، الذي بدأته الحكومة البريطانية من شهر أبريل الماضي، وكان من المقرر الإعلان عنه فى شهر يوليو من العام الماضي.
جاء ذلك فى الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة بجماعة الإخوان لصحيفة “اليوم السابع” المصرية، أن الجماعة عقدت عددًا من المؤتمرات خلال شهر فبراير الجاري من بينها المؤتمر الذي عقدته مؤسسة قرطبة التابعة للإخوان يوم 12 فبراير وحضره عدد من قيادات التنظيم الدولي وحقوقيون دوليون فى محاولة لمنع نشر التقرير البريطاني بشكل كامل.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية نقلًا عن مصادر بريطانية، إن لقاء رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أمس الخميس، مع ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، تطرق إلى التقرير البريطاني عن الإخوان والتحقيق الذي تجريه السلطات البريطانية حول نشاطهم.
وذكرت مصادر، للوكالة الألمانية، أن الرياض طالبت لندن بإطلاعها على نص التقرير الذي أنجزه السفير البريطاني السابق لدى السعودية السير جون جنكينز، فى وقت ذكرت فيه صحيفة التايمز أن التقرير لن يعرض منه سوى صفحتين كـ”ملخص”.
وأشارت مصادر “اليوم السابع”، إلى أن الأمير محمد بن نايف، وهو المكلف الأول بالملف الأمني فى السعودية، طلب أن توفر الحكومة البريطانية أرضية فهم مشتركة للتهديدات التى تشكلها التنظيمات الإسلامية التي تعمل تحت غطاء المنظمات الخيرية وهيئات الجالية، فى حين أثبتت الكثير من التحقيقات السعودية أن لديها خيوط ارتباط بحركات التشدد التى صارت داعش رمزا عالميا لها.
من جانبها، قالت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان، إن مؤسسات ومنظمات إسلامية تابعة للجماعة عملت على تنظيم مؤتمرات حضرها سياسيون بريطانيون وبعض قيادات التنظيم الدولي للتعريف بنشاط الإخوان فى أوروبا ومن بينها بريطانيا. فيما كثف المركز الإعلامي للإخوان فى لندن، من بث رسائل عبر موقعه الرسمي يتضمن تعريف بنشاط الإخوان منذ عهد البنا وحتى الآن.
وإعتبر المركز الإعلامي فى لندن أن فكر الجماعة منشور فى العديد من مراكز الأبحاث والدراسات وأنه بعيد عن العنف.
من جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تخوف المملكة العربية السعودية من تقرير بريطانيا حول نشاط الإخوان تخوف “مشروع”، لأن لندن أنجزت التقرير منذ فترة ولم يتم نشر مضمونه على حتى الآن، خاصة أن بريطانيا مركز لنشاط الإخوان.
وأضاف الدكتور عمرو الشوبكي، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن موقف بريطانيا غامض وغير واضح بشأن كثير من الأنشطة التى قامت بها الإخوان، موضحا أن مطلب السعودية للاطلاع على تقرير التحقيقات البريطانية حول نشاط الجماعة مشروع تمامًا، لأن صدور التحقيقات سيكشف قضايا كثيرة حول الأنشطة التى تقوم بها الإخوان داخل بريطانيا.
فيما أكد هشام النجار، الباحث الإسلامي، والقيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن مطالبة ولى العهد السعودي، من ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، الاطلاع على تقرير نشاط الإخوان فى لندن، يعكس تخوف دول المنطقة على أثر تطورات الأحداث فى مصر واتجاهها نحو العنف الشامل والصريح وتبني الإخوان المواجهة مع الدولة.
وأكد الباحث الإسلامي، فى تصريح لـ”اليوم السابع”، أن هناك تخوفًا من تأثير هذا التحول على الكيانات الإخوانية فى الخارج وعلى تحول أنشطة التنظيم إلى ما يشبه الوضع فى مصر، خاصة فى الدول التى تعتبرها الإخوان داعمة للسلطة الحالية فى مصر.