زيارتان، ورسالتان…
زيارةٌ تستغرقُ ثلاثة أيّامٍ.. وأخرى ثلاثَ ساعات.
الأولى حملتْ معها طموحَ المجدِ العثمانيّ.. وبريقاً من الإخوانيّة الجديدة.
بدأ أردوغان زيارته بعيداً عن الرّياض، وفضّّل أن تُكتَبَ من العنوان الدّيني، حيث الأماكن المقدَّسة في مكّة والمدينة.
أمّا الأخرى، فجاءت بتطلّعاتِ العسكريّ الذي يراه الأوّلُ طاغيةً.. والعدوَّ الأوّل لجماعةِ الإخوان.
أردوغان يريدُ من المملكةِ موقعِها الدّيني، والسّيسي ينظرُ إلى المملكةِ باعتبارها حدوداً إستراتيجيّة تُغري بالتّعاون العسكريّ، واستمطار المخاوف الأمنيّة.. والمساعدات.
زيارةُ السّاعات القليلة لم تأتِ بجديدٍ، ما عدا أنّها أعادت إلى الأذهانِ حكايةَ “الرّّز” و”الأمن” الخليجيّ.. وهي حكايةٌ لا تليقُ بأرضِ الكنانةِ التي يُصرُّ حكّامُها، منذ زمنِ الفراعنةِ وإلى زمنِ العكسْر؛ على ربْطها بالتذلٌّل واسترضاءِ الأثرياء.
أمّا زيارة أردوغان، فهي العسلُ المرُّ الذي لابدّ منه.
الملكُ سلمان محتارٌ بين السّلطان والجنرال..
حيرةٌ يمكن أن تنفتح غدا الاثنين.. إلا أنها تنفتحُ على أكثرِ من حيرةٍ جديدة…