مخاوفُ المملكةِ ودولِ الخليجِ ليس لها حدّ.. ولكنّها مخاوفُ زرعتْ نصفَها الأوهامُ، وزرعتْ نصفَها الآخرَ سياساتُ الحكمِ غير الرّشيدة.
النّووي الإيرانيّ ليس هو المشكلةُ الحقيقيّة، بل التّرويج الخليجيّ بأنّ هذا النّووي يستهدفُ الهيمنةَ على الخليج وابتلاع اليمن والعراق وسوريا.
يمكن للسعوديّةِ وحكّام الخليج أن يتخلّصواً من أعْراض فوبيا-إيران بمجرَّد أنّ ينزعوا من العقول شيئاً، ومن القلوبِ أشياءَ أُخر. أن ينزعوا من عقولهم تلك النّظريّات التي تربًّوا عليها أيّام الأمبراطوريّات الاستعماريّة، وحين كان الخليجُ مشيخيّاتٍ تابعةً للإنجليز والأمريكان. وأن ينزعوا من قلوبهم فحْمةَ الطائفيّة، وغلوّ القبيلة، وكراهيّةَ النّظر إلى شعوبهم وهم يفكّرون بحريّةٍ.. ويعيشيون بعدالةٍ وأمان.
مشكلةُ الخليجِ ليست في النّووي الإيراني، بل في النّوايا السّوداء، وفي النّيران المجنونةِ التي تستعر في العيونِ والبطون.. والحلُّ لهذه المشكلةِ، ليس في مدِّ اليدِ إلى تلّ أبيب، أو الإمعان في أحضانِ واشنطن، بل في سياسةٍ خارجيّةٍ تقوم على حُسن الجوار، وإرادةِ الشّعوب.. وبعيداً عن الترنُّحِ والتأرْجُح والإتّكالِ على الكراسي المتحرّكة…