السعودية تستغل أزمة باكستان الاقتصادية لتحقيق أهدافها

ليس عبثاً اختيار رئيس الحكومة الباكستانية شهباز شريف السعودية كوجهة أولى لزياراته الخارجية بعد تشكيل حكومته الائتلافية في شباط/فبراير 2024، فكان أنْ توجّه إلى الرياض والتقى ولي العهد السعودي في 7 نيسان/أبريل 2024.

انطوت زيارة شريف، التي تأتي بعد الإطاحة بسلفه عمران خان بمؤامرة حيكت خيوطها أميركياً وسعودياً، على أكثر القضايا حساسية بين الطرفين: مساعدات مالية لباكستان المتأزِّمة اقتصادياً ومسألة كشمير العالقة بين إسلام آباد ونيودلهي والتي تحاول السعودية لعب دور فيها وفق ما تقتضي مصالحها.

وبينما تنتظر إسلام آباد موافقة “صندوق النقد الدولي” على برنامج إنقاذ جديد لها، فإنّ شريف يرى في التوجه نحو السعودية حلّاً للحصول على حزمة مساعدات، لكنّها مشروطة بتدخّل سعودي في مختلف القطاعات عبر استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار.

على المقلب الآخر، ومع تطوّر العلاقات السعودية – الهندية، تحاول الرياض لعب دور الوسيط لحل أزمة كشمير التي تزداد تعقيداً في ظل وجود ممر صيني – باكستاني قد يشكل تهديداً للمر الهندي، حيث قد يكون الحل بإقناع السعودية لباكستان بإغلاقه.

وتحاول السعودية بشكل مستمر ابتزاز باكستان من خلال مساعداتها المالية والقروض التي راكمتها على إسلام اباد، كما توظّف لتحقيق ذلك علاقاتها بالهند خصوصاً مع الإعلان عن الممر الاقتصادي الكبير من الهند إلى دول خليجية ومنها إلى أوروبا عبر كيان الاحتلال الإسرائيلي برعاية أميركية.