السعودية / نبأ – وجه الملك سلمان كلمة مفصلة، خلال استقباله الأمراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين والدينيين وجمعاً من المواطنين اليوم (الثلاثاء) في قصر اليمامة بحضور ولي العهد، وولي ولي العهد.
ووجه الملك عددا من الرسائل إلى المواطنين في الدولة والمسؤولين والقائمين على الإعلام ورجال القوات المسلحة ورجال الأعمال، مستعرضاً سياسة المملكة داخليا وخارجيا وتوجهاتها في مختلف المجالات.
وتحدث الملك داخلياً عن وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعن التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، قائلاً بأنه يهدف إلى العدالة لجميع المواطنين معتبراً أنه لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى.
وأشار الملك أن للإعلام دوراً كبيراً وفق تعاليم “الدين الإسلامي الحنيف”، زاعماً إتاحة “فرصة التعبير عن الرأي، من أجل إيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع”، كما جاء في كلمته.
وأشار الملك سلمان، أن الاقتصاد السعودي لن يكون معتمداً فقط على النفط، وسيعمل على بناء اقتصاد على أسس متينة، وتحدث عن عزمه في “بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل”، داعياً إلى “تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني”.
وقال الملك سلمان أنّ الحكومة ستعمل على “استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة”.
وفي مجال الخدمات، دعا إلى الارتقاء بالخدمات الصحية، في ظل أزمة كورونا، كما أشار إلى مشكلة السكن، طالباً “الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن”، وتطرق إلى مجال التعليم، كما أشار إلى قضايا البيئة.
وفي سياسة المملكة الخارجية، جدد الملك سلمان رفضه أي محاولة للتدخل في شؤون المملكة الداخلية.
وفي قضية الشعب الفلسطيني، قال أنه يطمح بأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، بحسب قوله.
وإعتبر الملك سلمان أنّ المملكة تبذل جهود في مكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، كما يقول.
وتقلد سلمان بن عبد العزيز العرش خلفا لأخيه عبد الله، وسط مستنقع تتلاطم فيه أمواج التحديات داخلياً وخارجياً.
ويعتبر الارهاب على رأس قائمة هذه المخاطر، حيث يبدو بحسب مراقبين أنّ تحدي الجماعات المتطرفة في المنطقة لم يعد في خانة المخاطر الخارجية بعد أن عبر الحدود شمالا، وبدأ ينشط في الداخل محققا أكثر من خرق أمني.
ويرى مراقبون أنّ السعودية لا تجد بدّاً من متابعة مشاركتها في الحرب الدولية بقيادة الولايات المتحدة، على تنظيمي داعش والنصرة في العراق وسوريا، لتعيد اخماد ما أشعلته من نيران ارتدت مهددة بالتهام موقديها حين أفلتت من عقال سيطرتهم، ويشير المراقبون أنّ محمد بن نايف يستمر بلعبه دوره معززا بموقعه الجديد كولي لولي العهد وبالثقة الأميريكية بالرجل.
أما جنوبا فقد شاءت الأقدار أن تسير التطورات كفرسي رهان على جانبي الحدود، بحسب المراقبين، حيث أنّ وفاة الملك عبد الله تزامنت مع وفاة سياسية أصابت النظام اليمني الحليف للرياض، واستقال رئيس الجمهورية، وتبخرت الحكومة، ليس في الصورة سوى مشهد يقض مضاجع النظام السعودي، حيث بات أنصار الله بين ليلة وضحاها أسياد الشارع اليمني.
أياضاً يشير المراقبون إلى الملف الايراني وتفاوض واشنطن مع طهران، وهو ملف يعتبر الأبرز اليوم من بين التحديات الخارجية التي إعتلاها سلمان بن عبد العزيز مع إعتلائه العرش، ما وضعه في خانة الكباش مع ايران على النفوذ في المنطقة، عكس ما يحاول القول بأن المملكة تسعى إلى تنقية الأجواء العربية والإسلامية.
في الداخل، يرث خليفة عبد الله تركة مثقلة بحراك شعبي يطالب بالحقوق ويرفض تهميشاً يجذر انسلاخ مكونات الشعب عن النظام الحاكم، وازدياد النقمة الشعبية عليه، بسياسات السجون والقمع وتكميم الأفواه، من التواجد العسكري في الجارة البحرين الى اعتقال الرموز والناشطين، لتستمر كرة الثلج بالتدحرج أمام عينيه منذ بداية الربيع العربي في 2011، هذا عدا مشكلة البطالة، ومشكلة السكن، وتكاليف المعيشة، وفساد القضاء، حقوق المرأة، وعدم كف يد الأمراء وحاشيتهم عن أخذ ما ليس حقاً لهم، وإنتعدام حرية التعبير في كل وسائل الإعلام والوسائل الأخرى، ووضع المؤسسات التعليمية والتدريبية، وانتشار المخدرات والإعدامات.. وغيرها من القضايا التي لم تعرف الجكومة مواجهتها حتى الآن.