شنّت السُلطات السعودية موجة اعتقالات على مواطنين، مُتّخِذةً إجراءات صارمة ضدّ منشوراتهم وتدويناتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المُتعلّقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والمُتواصلة منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 20247 على هيئة إبادة جماعية وحصارٍ وتجويع.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية للأنباء، يوم 2 أيار/مايو 2024، عن ديبلوماسيين مُقيمين في الرياض وجماعات حقوق الإنسان قولهم إنّ الاعتقالات طالت مسؤولاً تنفيذياً في إحدى الشركات المُشارِكة في “رؤية 2030” بسبب آرائه التي اعتُبرَت “تحريضية”، وطالت الاعتقالات أيضاً شخصية إعلامية لقَولها إنّه “لا ينبغي مُسامحة إسرائيل أبداً”، وكذلك شخص يدعو إلى مقاطعة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية في المملكة.
وعزى شخص مُطّلِع على تفكير الحكومة السعودية بالاعتقالات إلى ما سمّاه “اليقظة” بعد أكتوبر/تشرين أول 2023، بالتزامُن مع سعي ولي العهد محمد بن سلمان إلى تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الملفّ الذي تعمل الولايات المتّحدة على إنجاحه.
وبات من المعلوم أنّ القيود المفروضة على حرية الرأي والتعبير هي السائدة في السعودية، إذ مارست السلطات القمع بحَق مُعتمِرين لاذوا ببيت الله الحرام، ذاكرين مظلومية إخوانهم في غزة، قُبَيْل اعتقالهم والتحقيق معهم.
كُرمى لعيون تل أبيب، تعتقل الرياض كُلَّ معارِض للتطبيع، الأمر الذي يدلُّ على جديّتها بشأن الخطوة رغم ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 34 ألفاً والمُصابين إلى أكثر من 77 ألفاً.