موجةُ الإقالات والتّعيينات في المملكةِ ليس لها موعدٌ أو موسمٌ معيّن. مزاجُ الأميرُ، أو احتكاك صراعِ الأجنحةِ هو ما يُحدِّدُ الوقتَ أو قرار الإقالة، وفي ذلك فليتنافس الأمراءُ الذين يشدُّ بعضهم بعضاً في اقتناصِ الحُصص، وابتلاع المواقع.
ليس مهّماً، في معركةِ التعيينات والإقالات، حقوق المواطنين، ولا معاناتهم، ولا العملُ من أجلِ تأمين الحياة الكريمة لهم.. المهمُّ لديهم هو السّلطةُ المطلقة، والقطعة الأكبر من التحكّم بالعبادِ والبلادِ..
فهل أخطأت بعد ذلك وزير الخارجيّة السويديّة حينما قالت بأنّ المملكة تتصرّف وكأنها تنتمي إلى القرون الوسطى؟ وهل ارتكبت استوكهولوم خطأً حينما فتحت النافذةَ على فظائع لا تنتهي على الإنسانِ في مملكةِ القمع والخوف؟
وهل كان غريباً – بعد كلّ ذلك – أن يتداعى مواطنون ليقولوا للسّويد: شكراً؟
وزير الخارجيّة السويديّة اختصرت المقال في هذا المقام، وقالت بالحرف: “لا يوجد لدي ما أخجل منه. لن أتراجع عن تصريحاتي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية”. وخُتِم الكلام.