ابن سلمان يعود إلى المربع الأول.. النفط مصدر الدخل

بعدما فشلت حزمة المشاريع الخيالية المطروحة لاستقطاب المستثمرين الأجانب بمليارات الدولارات، تلجأ السعودية اليوم إلى مصدرها الأوحد وهو النفط، إذ رفعت سعر الخام العربي الخفيف لعملائها في آسيا، من ضمنها الصين التي تُعدُّ من البلدان لأساسية المستوردة للنفط الخام العربي وحصلت على أكثر من 2.2 مليون طن من النفط في تشرين ثاني/نوفمبر 2023.

يعتبر محللون اقتصاديون أنّ التوجّه السعودي إلى المسار النفطي ما هو إلا دلالة على فشل مشاريع “رؤية 2030” واعتماد التنويع الاقتصادي والانتقال إلى الطاقة النظيفة، أي تقليص استخدامات الوقود الاحفوري بشكل تدريجي، إلّا أنّ هذا التوجه وَصَفه الرئيس التنفيدي لشركة “أرامكو” السعودية أمين الناصر بـ “الخيالي”.

لم يتمكّن صندوق الاستثمارات السعودي هو الآخر من سداد تكاليف المشاريع فاصطدم بعراقيل عدّة دفعته إلى طرح سندات للاقتراض بمبالغ ضخمة قُدِّرت بمليارات الدولارات، والأمر عينه بالنسبة إلى الموازنة التي أعلنت وزارة المالية السعودية،ـ يوم الأحد 5 أيار/مايو 2024 عن عجز في موازنتها بلغ 12.4 مليار ريال في الربع الأول من عام 2024.

تشير هذه المعطيات إلى أنّ السعودية ما عادت تطيق العمل على مشاريع لا تَمُتُّ إلى أساس البلاد بِصِلة، فهي عائمة على النفط ولا يمكنها إلّا الاعتماد عليه بعد فشل التخطيط الواقعي للروية المزعومة.

قد تساهم ثروة النفط في حل أزمات ابن سلمان الاقتصادية إلّا أنّها لن تمكّنه من المضي قُدُماً بالوعود الدولية فيما يخص التقليل من استخدامات الوقود الأحفوري الذي يشكّل خرقاً صارخاً في الانتهاكات المستمرّة للاتفاقيات المناخية وحقوق الإنسان.