ما إنْ انتشر خبر ارتكاب كيان الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق نازحين في رفح، حتى تداعت دول وأنظمة المنطقة والعالم للتنديد بها جريا على عادتها.
لم يفُتها أيّ من مصطلحات الاستنكار، وهي التي ما برعت بموقف قط كما برعت ببيانات الشجب وكأن تلك الخطابات تخفف حقا من معاناة وآلام الغزيين أو تسدّ رمقا من جوعهم وعطشهم.
انذهلت الخارجية السعودية، عرابة التطبيع وحل الدولتين، أمام انتهاكات الاحتلال، فيما أعربت الخارجية القطرية، عرابة المفاوضات، عن قلقها من أنْ “تعقّد هذه المجازر إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.
واكتفت الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، مصر ودول عدة في المنطقة، إضافة إلى دول أوروبية ومنظمات حكومية، بإصدار بيانات أُلصقت على مواقعها الإلكترونية، فيما لم تبادر منذ 8 أشهر للضغط حقيقة على كيان الاحتلال، لا من خلال سحب سفير، ولا التهديد بالنفط ولا بقطع التبادلات التجارية، بل، عوضا عن ذلك، تُقدّم للاحتلال في حربه ضد غزة خدمات وتسهيلات عسكرية وأمنية ولوجستية وسياسية، بدءً من الممر البري إلى فتح المجال الجوي واستخدام أنظمة دفاعية تدافع بها عن الكيان.
أمّا دعم غزة الفعلي فلا يأتي إلّا من ساحات المقاومة المساندة والشعوب المتظاهرة.