السعودية / نبأ – لا تغيب ذكرى القمع عن شعب البحرين ومحبيه ومؤيدي ثورته السلمية، هي حاضرة ما حضر الظلم وقائمة ما قامت الثورة، أربع سنوات مرت ولم تمح المظالم من الذاكرة الشعبية.
هنا ارتكبت قوات درع الجزيرة أفظع انتهاكاتها مسجلة مستويات نموذجية من الوحشية، مستويات ما فتئت الوقائع المتتالية تؤكدها على الرغم من اجتهاد السلطات في التعمية عليها.
على متن حوالي خمس عشرة ألف دبابة ومدرعة اجتاح الجنود السعوديون والإماراتيون الأراضي البحرينية، الهدف قمع مواطنين أبرياء ومسالمين خرجوا للمطالبة بالحرية والديمقراطية وحقوقهم السياسية والإجتماعية.
لم يحتمل نظام آل خليفة المشهد، تماما كما لم يحتمله نظام آل سعود، الإمارة ذات الثقل في الميزان السعودي الإستراتيجي كانت مهددة بالسقوط تحت وطأة الضغوط الشعبية، عملية إنقاذ سريعة وضخمة وفائقة القتامة كانت مطلوبة بإلحاح.
هكذا تدخل درع الجزيرة في البحرين بذريعة مواجهة الخطر الإيراني، خطر أكدت لجنة محمود بسيوني التي تشكلت بناء على طلب حكومي أن لا معطيات تثبت وجوده، الثابت الوحيد أن البحرين شهدت في تلك الفترة حملة شرسة ما يزال ضحاياها ناطقين بتجلياتها.
ما بين هدم المساجد واعتقال النساء واغتصابهن وتعريتهن في المعتقلات وسرقة الأموال والبيوت تعددت الإنتهاكات، إنتهاكات وازتها عمليات قتل مباشر ومتعمد واعتداءات على التظاهرات واعتقالات جماعية وتحريض وهابي تكفيري واضح على المواطنين البحرينيين.
كلها مشاهد سوداوية ما برحت محفوظة في وجدان أبناء الثورة، هؤلاء يعلمون جيدا حرص النظامين البحريني والسعودي على محاصرتهم، إلا أنهم يعلمون أيضا أن من دخل أرضهم رافعا شارة النصر سيخرج منها يوما ما منكس الرأس.