رغم ترويجها لجهوزية استقبال حجّاج بيت الله الحرام لموسم الحجّ للعام 2024، راحت أعداد الوفيّات تأخذ منحًى مُتزايداً، إثر إهمالٍ واضح وفشل إداري تَكَشَّفا منذ لحظة وصول الوافدين إلى المطار.
تقول أجدَدُ حصيلة إنّ حاجَّين ماليزيَّين توفيَا في مكّة المكرمة، حيث وصلَ العدد الإجمالي للمتوفّين إلى أربعة بسبب انتكاسات صحية. وفي اليوم نفسه، لقيَ حاجّان هنديان حتفَهُما جرّاء حادث مصعد في مكان إقامتهما في “حي العزيزية”. كما توفّي رجل نيجيري فَور عودته مِن مناسك الطواف. وقبل ذلك بأسبوع، توفيت امرأة كانت في الفندق. وسُجِّلت وفاة 10 حجّاجٍ بنغاليّين منذ بدء موسم الحجّ.
تلجأ السُلطات إلى هذا التعتيم المُمنهَج بعد أنْ وُجّهت أصابع الاتهام المباشِرة إليها، نتيجة للإهمال الطبي والفشل في تحمُّل مسؤولية ضيوف الرحمن.
وعَقِب تَكرار حوادث حصدت عشرات الآلاف منَ الأرواح، ثبُتَ فشل الحكومة السعودية في إدارة الحُشود، كتلك التي وقعَت ما بين عامَي 1990 و2015، حين أدرجَتها السلطة تحت مُسَمّى “حادثة تدافُع”، واستُشهد 3200 حاجّ مِن جنسيات متعدّدة.
وبهذا، تعود قضية “تدويل الحجّ” إلى الواجهة، فالرياض لم تفِ بوعودها في الكشف عن نتائج أيّ تحقيقات، وتقف اليوم عاجزة عن حماية أمن وأمان الحجّاج وزائرِي بلاد الحرمَين.