أكثر من استعراض وأقل من إجراءات احترازية وقائية لحماية ضيوف الرحمن، كانت تدابير السلطات السعودية لتنظيم موسم الحج لعام 2024.
حرصت المملكة على إظهار التأهب والاستنفار أمني والفتاوى دينية إعلامياً للتعمية على إخفاقها المتكرر سنوياً في تحقيق موسم عبادي خال من حوادث الوفيات وشكاوى الحجاج والاعتقالات.
على سبيل المثال، أعلنت الأردن رسمياً عن وفاة 41 حاجاً حتى لحظة كتابة التقرير، فيما أعلنت إيران عن 11 حالة وفاة، ونيجيريا عن 13، كما أعلنت بنغلادش وغانا ومصر ودول أخرى عن وفاة عدد من حجاجها.
شهادات الحجاج وحجم الشكاوى من رداءة الخدمات وسط درجات حرارة هي الأعلى، إذ أنّ مقاطع الفيديو التي توثّق حجم المأساة الحاصلة في مكة المكرمة دليل على الإهمال والتقصير الفاضحين من قبل السلطات المعنية وممارساتها كتأمين مواكب المسؤولين على حساب الحجاج وتسببه بتدافع كبير في ظل غياب كامل للأطقم الطبية والإسعافية، وما خفي أعظم، وسط تكتم رسمي.
ويُضاف إلى ذلك الاعتقالات السياسية لمجرّد رفع شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية وسط ما يجري في غزة، بحجة منع الشعارات السياسية، علماً أنْ مدح وتبجيل آل سعود مسموح بل ومطلوب داخل الحرمين. وكان النظام قد ألقى القبض قبل انطلاق موسم الحج على عدد من المعتمرين الذين هتفوا نصرة لغزة.
يثبت كل ما سلف، عاماً بعد عام، فشل النظام السعودي في تنظيم موسم الحج فضلاً عن محاولات تسييسه وحرفه عن مساره الديني الأصيل.