هي السّعوديةُ، هي نفسُها منذ عشراتِ العقود، لغتُها الغدرُ ومنطقُها العدوانُ ومنهجُها الإستكبارُ على العباد.
وهو اليمنُ، هو نفسُه منذ عشرات العقود كذلك، شيمتُه الطيبةُ وخُلُقه الصبرُ وكلمتُه شجاعةٌ ورجولةٌ لا تعرفُ الإنكسار.
قبل حوالي ثلاثة وخمسين عاما شنّتِ المملكةُ عدوانَها على اليمنِ لوقفِ المدِّ الثوري العروبي، عدوانٌ سخّر له النظامُ السعودي كلَّ إمكاناتِه وأقذرَ أدواته.
اليوم… تُعيدُ السعوديةُ الكرةَ من جديد، تعيدُها وهي محاصرةٌ بنيران أحقادِها ومضطربةٌ بتناقضاتها ومأخوذةٌ بهزائمهما.
لم تحتملْ مملكةُ العَسَف ارتفاعَ رايةِ الثورةِ في اليمن، لم تحتملْ علوَّ أصواتِ التمردِ على الظلمِ والرجعيةِ في اليمن، ولم تحتملْ تقدُّمَ القوى المناهضةِ للتبعيةِ والإستبدادِ والإستحقارِ في اليمن.
هكذا هي، تريدُ اليمنيين مِمسَحةً ليس إلا، تريدُهم مطيّةً لغاياتِها المذهبيةِ ومستنقعاً لحروبها الطائفية ومستودعاً للفقرِ والجهلِ والتخلف.
ومن أجل ذلك تنطلقُ العاصفةُ المُسمّاةُ طغيانا “عاصفةَ الحزم”، عاصفةٌ تتفاخرُ أبواق آل سعود بأنها تستهدفُ تدميرَ اليمنِ بنيةً تحتيةً ودولةً وشعباً وإرادةَ حياة.
تبّت أيديهم وخسرتِ الصفقة، إنقشعَ الظلامُ وارتفع الركامُ ونهض اليمنيون وفي أفواههم الطعمُ المرير صارخين: نِشتي نعيش بكرامة.
ينتظر محمد بن سلمان أنباءَ المعركةِ، ينتظرها آمِلاً نهايةً سعيدةً تفتح له أبوابَ المجدِ السّياسي.
يخطئ السّعوديون حساباتهم، في اليمن اليوم رجالٌ أشداء، في اليمن اليوم شعبٌ قرر الإنعتاق من سنوات الذل والقهر والهزيمة.. في اليمن اليوم يعلو النداء “أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير”.
فليترقب المعتدون.. وليترقب معهم كلُ المطبّلين للعدوان، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.