أخبار عاجلة

واشنطن بوست: انهيار اليمن يدفع المنطقة للاقتراب من حرب إقليمية واسعة

السعودية/ نبأ- رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير حمل عنوان "كيف ينذر الصراع اليمني بفوضى جديدة في الشرق الأوسط"؟.. أن انهيار اليمن يدفع منطقة الشرق الأوسط للاقتراب بشكل خطير من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق يخشى الكثيرون اشتعالها منذ فترة طويلة نتيجة الفوضى التي أثارتها ثورات الربيع العربي.

فما بدأ وكأنه نضال سلمي للإطاحة بالديكتاتور اليمني علي عبدالله صالح قبل أربع سنوات وتحول بعد ذلك إلى صراعات أهلية تنذر الآن بالانزلاق نحو حرب شاملة بين المتنافستين الإقليميتين السعودية وإيران حيال دولة اليمن التي يقع بها صمام أحد طرق إمدادات النفط الكبرى في العالم، بحسب الصحيفة.

ومع قرب نهاية المهلة المحددة لتوقيع المفاوضين على اتفاقية إطارية تهدف إلى السيطرة على برنامج طهران النووي والمقررة يوم الثلاثاء المقبل، يستبعد المحللون إمكانية أن ترد إيران عسكريا فورا على الغارات الجوية السعودية الأخيرة في اليمن.

لكن المواجهة أضافت مفردات جديدة لعدم القدرة على التنبؤ والارتباك لدى الكثيرين، حيث إن الصراعات متعددة الأبعاد حوّلت مساحات شاسعة من منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق حروب على مدى السنوات الأربع الماضية، بحسب المحللين.

وتنحاز الولايات المتحدة لقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران في العراق وتناهضها في اليمن، فيما تقصف مصر والإمارات – اللتان انضمتا للهجوم السعودي ضد جماعة الحوثي في اليمن – بعض الفصائل في ليبيا المدعومة من تركيا وقطر التي تدعم هي الأخرى هجوم السعودية، وتغذى الصراع السوري بمنافسة كل القوى الإقليمية التي تسعى لتحقيق مكاسب على حساب الآخر على أرض المعركة بعيدا عن أوطانها.

فمنذ ستينيات القرن الماضي أو ربما قبل ذلك، لم تشارك العديد من الدول والفصائل العربية في عدة حروب متداخلة ومربكة مثل الآن، ما دفع الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي فريدريك هري لوصف الوضع الراهن بأنه "خطير للغاية".

ولفتت الصحيفة إلى أن سبب الاشتعال الحالي هو الزحف نحو مقرات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جانب قوات أنصار الله" الحوثي التي تفرض سيطرتها على العاصمة صنعاء منذ عدة أشهر.

وبالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تعتبر نفسها الراعية للمصالح السنية في المنطقة، يمثل تقدم الحوثيين الشيعة أكبر من مجرد تهديد لحليف سني، بحسب المحللين.

وقال المحلل في مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي مصطفى العاني: "تقدم السعودية من خلال التدخل في اليمن إشعارا بأنها لن تتسامح مجددا مع التوسع الإيراني دون رادع، وأنها لن تعتمد على الولايات المتحدة في حماية مصالحها في الشرق الأوسط".

وأضاف العاني: "الأمر بدأ في اليمن، ومن ثم سوريا، وبعدها العراق، والآن اليمن، إنها مثل لعبة الدومينو، واليمن هي المحاولة الأولى لوقف الدومينو، هناك الآن صحوة واستراتيجية مضادة في المنطقة، واليمن هي أرض الاختبار، فالأمر لا يتعلق باليمن فقط، إنما يتعلق بالتغير في موازين القوى الإقليمية".

يذكر أن القمة العربية تنعقد الآن في مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث من المتوقع أن يناقش القادة والزعماء تطورات الأحداث في اليمن، وآخر ما وصلت إليه العملية العسكرية التي تقودها السعودية ومجموعة من الدول الخليجية والعربية تحت اسم "عاصفة الحزم"، وكذلك مشروع إنشاء قوة عربية مشتركة، وإنشاء سوق عربية مشتركة.

وتتزامن القمة الحالية مع مرور 70 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية، وقد اتخذت شعارا لها هذا العام "سبعون عاما من العمل العربي المشترك".