نبأ – أعاد البنك المركزي التركي وديعة سعودية بقيمة 5 مليارات دولار حصل عليها في عام 2023، حسب ما أفادت صحيفة “فايننشال تايمز”، في مؤشر على محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التحوُّل نحو سياسات تعكس تحسُّن الاحتياطيات النقدية التركية.
سبقت هذا الإجراء سلسلة زيارات بينها لوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى تركيا، وقَّع خلالها على اتفاقيات تعاون عسكري ودفاعي بين البلدين. فهل هذا يعني عودة العلاقات لطبيعتها؟
لطالما شهدت العلاقات السعودية – التركية توتُّرات خلال العقدين الماضيين، لعل أبرزها بداية ما عُرِف بـ “الربيع العربي” في آواخر عام 2010. فعلاقة تركيا الجيدة مع جماعة “الإخوان المسلمين” أسهمت في توسيع رقعة الخلاف بين البلدين.
وخلال محاولات السعودية فرض شروطها على قطر خلال الأزمة الخليجية في عام 2017، اصطفَّت أنقرة إلى جانب حليفتها الدوحة، وتنامى التصعيد الإعلامي بين الطرفين ليصل التوتر إلى ذروته بعد قتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول في عام 2018. حينذاك، وصف أردوغان ولي العهد محمد بن سلمان بـ “الكاذب”، وإنْ كان ذلك التوتُّر لم يصل إلى حد القطيعة الدبلوماسية، حيث احتفظ البلدان بتمثيل دبلوماسي ولكن في حدوده الدنيا.
أما الرياض، فقد منعت المنتجات التركية من دخول البلاد، كما عمدت إلى إدخال الحج في السياسة من خلال تقليص أعداد الأتراك.
هي، إذاً، علاقات يغلب عليها طابع التناقضات والتوتُّرات والمنافسة، حتى ولو اخترقتها ضحكات متبادلة وعبارات معسولة. وما لنا إلّا أنْ نرصد الحدث الذي سيعكِّر صفوها ولو بعد حين.