هي الحربُ إذن.. والحربُ حين تقودُها السّعوديّةُ تُصبحُ حرباً عديمةَ الأوصاف والأخلاق…
الحربُ السّعوديّةُ تعرِفُ الأهدافَ جيّداً.. غاراتُها لا تخطيء الهدفَ قيْد أنملة.. تُصيبُ هدفَها مباشرةً، ومن غيرِ أشلاءٍ تفضحُ الجريمة…
الحربُ السّعوديّة أصابتْ أهدافَها.. وبدقةٍ تُشبه حدَّ الموتِ الغادرِ الذي خيّمَ على مخيّم اللاجئين في منطقةِ المزْرق اليوم..
أربعون شهيداً أصابتهم صقورُ آل سعود.. ومعهم مئتان وخمسون جريحاً من النساء والأطفال.
حماسةُ القتلِ والتدميرِ كانت تتدافعُ نحو الضّحايا في اليمن.. صقورُ الأمراءِ المتصارعين حلّقت نهاراً في اليوم الخامس للعدوانِ.. وكأنها ملّت القتلَ في عتمةِ اللّيل.. أو وكأنّها اعتادت عليه.. وجاءت اليوم لتُجرِّب فنّاً آخر من فنون اقتناص الضّحايا الأبرياءِ.. وفي وضْح النّهار..
مهنةٌ قديمةٌ كان يعرفها الأمراءُ.. مصّاصو الدّماءِ وخبراءُ انتزاعِ الأرواح من الأجساد.. توزّعتْ في اليمن اليوم بعضٌ من شواهدِ براعتهم المختومةِ بالجبروتِ والدّمويّةِ وغرورِ القتلةِ الصّغار..
ولكن ضحايا اليمنِ لن يكونوا نسْياً منسياً.. والشّهداءُ لن يختم عليهم القبرُ والنسيانُ.. أما صقورُ الموتِ فلن يكون مصيرُهم إلا مصيرَ المعتدين وسُرِّاقَ الحياةِ…