السعودية / نبأ – في عدوانها المتواصل على اليمن تتذرع السعودية بما تسميه انقلاب الحوثيين والجماعات المساندة لهم من النظام القديم على الشرعية.
المفارقة أن المملكة هي نفسها من دعمت ذلك النظام بالمال والسلاح ومكنته من التسلط على مقدرات اليمنيين طيلة ثلاثين عقدا. تقرير يلقي الضوء.
المفارقة، توصيف لعله الأكثر انطباقا على سيرورة العلاقة بين الرئيس اليمني المخلوع ودول الخليج، منذ ما قبل تسعينيات القرن الماضي بدأت تنتسج هذه العلاقة على نحو متسارع.
هكذا دعمت السعودية استيلاء الراقص على رؤوس الثعابين كما يسمي نفسه على السلطة، دعم تمظهر من خلال التغطية على قبضتي الحديد والفساد اللتين أحكمهما علي عبد الله صالح على اليمن.
عام ألف وتسعمئة وتسعين، إجتاحت القوات العراقية الأراضي الكويتية ف وأعلنت ضم الكويت للعراق، تطور دراماتيكي لم يقف الرئيس المخلوع حياله على الحياد بل أعلن تأييده للجانب العراقي.
إمتعضت دول الخليج واستشعرت طعنة في الظهر من قبل حليفها الأوثق في اليمن، على الرغم من ذلك، لم ينقطع حبل المودة بين الحليفين، صحيح أن مملكة النفط أحجمت عن تأييد صالح في الحرب الأهلية اليمنية، إلا أنها سرعان ما عادت للإتكاء عليه في تنفيذ استراتيجيتها باليمن.
بأكثر من عشرين مليار دولار مكنت السعودية صاحب نظرية تدويخ الشعب من تعزيز دعائم حكمه والتسلط على مقدرات اليمنيين، تسلط حصد علي عبد الله صالح في نهاية مطافه أكثر من ستين مليار دولار.
ولم تنته الحكاية، عام ألفين وأحد عشر فتحت الرياض أبواب مستشفاها العسكري لاستقبال صالح، أشهر قليلة واقترحت المملكة المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية، مبادرة استهدفت تحصين الرئيس المخلوع من أية محاكمة وإعادة إنتاج النظام القديم.
مرت العقود، وتبدلت التحالفات وتغيرت الحسابات، مملكة النفط سحبت البساط من تحت قدمي علي عبد الله إثر اكتشافها في عبد ربه هادي شخصية قابلة للتطويع بسهولة.
اليوم، تشن السعودية عدوانها على اليمن تحت شعار التخلص من الإنقلابيين وداعميهم من النظام القديم، تفعل ذلك وهي نفسها من أصل ذلك النظام وثبت أركانه، مفارقة تكفي وحدها لفضح خلفيات العدوان وأهدافه الإستراتيجية.