الخليج/ نبأ- قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير للمحررة الدولية هيلين سالون: "إن مشروع إنشاء قوة عربية موحدة يمكن أن يرى النور قريبًا، وذلك بعد أن ظل هذا الاقتراح حبيس الأدراج لفترة طويلة".
وأوضحت سالون، أنَّ الدول الـ 21 الأعضاء في الجامعة العربية عدا سوريا، اتفقوا خلال القمة العربية التي عقدت على شاطئ البحر الأحمر في مدينة شرم الشيخ على إنشاء قوة مشتركة لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي.
وأشارت سالون إلى أن اﻷمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رحب بهذا "التطور التاريخي" وأعرب عن أمله في الانتهاء من اﻹجراءات لتنفيذ هذا المشروع بسرعة".
وكان الرؤساء العرب أعطوا مهلة شهرا لتقديم توصيات حول تشكيل القوة وأهدافها وآلياتها وموازنتها، ومن ثم يجب أن تنال التوصيات موافقة وزراء الدفاع ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز أربعة أشهر.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يصر منذ أكثر من عدة أشهر على ضرورة تشكيل قوة إقليمية للوقوف في وجه الأخطار التي تعاني منها اﻷمة العربية وخاصة اﻹرهاب.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا المشروع يأتي في ظل توسع وانتشار تنظيم الدولة اﻹسلامية في العراق وسوريا وليبيا وتونس وأيضًا في اليمن، وكذلك الخوف من توسيع إيران نفوذها من خلال حلفائها بالمنطقة.
ويتهم الحلفاء العرب السنة، المدعومون من واشنطن وباريس، طهران بدعم قوات الحوثي -تتبع المذهب الزيدي- التي طردت الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء في يناير الماضي ثم من عدن نهاية مارس.
وأكدت أن عملية "عاصفة الحزم" التي أطلقت الخميس الماضي في اليمن بمشاركة 9 بلدان عربية إضافة إلى باكستان، وبقيادة المملكة السعودية، تعد "اختبارا" لهذه القوة.
وأضافت سالون: "مصر التي حرصت على المشاركة في عاصفة الحزم بطائرات وسفن حربية واقترحت إرسال قوات برية إلى اليمن، استوعبت هذا اﻷمر جيدًا".
وتابعت: "العملية قد تسمح أيضًا بترسيخ المصالحة بين مصر وقطر، الداعمة لجماعة اﻹخوان المسلمين في القاهرة، حيث شوهد العناق الحار بين السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة شرم الشيخ.
وبينت محررة لوموند أن إنشاء هذه القوة ليس محل ترحيب لدى كل البلدان العربية حيث إن هناك بلدان قد تعرقل هذا المشروع، وترى أن هذه القوة الإقليمية ستنفر بعض الدول القريبة من إيران.
فوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أعرب عن تحفظ بلاده بشأن هذا المشروع، وأكد أن الفكرة تفتقر للدراسة اللازمة، كما أن الخلافات حول أهداف القوة المشتركة قد يؤدي إلى تباطؤ في تشكيلها.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات المتحدث باسم التحالف العربي الذي أكد أن الحوثيين يتقدمون نحو الحدود السعودية، حيث عزز الجيش مواقعه هناك.