“نحن نغيّر نظام التعليم بأكمله، إلّا أنّنا نخشى أنْ يقول البعض إنّنا نتأثر بالغرب”. هذا ما كان عليه موقف ولي العهد محمد بن سلمان من تغيير المناهج التربوية بما ينسجم والرؤية الإسرائيلية في عام 2018 بحسب ما ينقل كتاب “الأعداء والحلفاء” للكاتب الصهيوني جويل روزنبرغ، الذي زار الرياض أكثر من مرة منذ ذلك الحين.
يبدو أنّ هذه الخشية لدى بن سلمان تلاشت دفعة واحدة مع التغيير الجذري الذي ظهر في مناهج التعليم خلال عامي 2023 و2024 لصالح رسم صورة جديدة للكيان الإسرائيلي في أذهان الجيل الجديد، بما يخدم مسار التطبيع.
لم يقتصر التغيير على التقليل من كل ما يرتبط بالدين الإسلامي وتعاليمه، بل ذهب أبعد بكثير مع إزالة جميع المواد “المعادية للسامية” والتي توضح عدوانية الاحتلال واحتلاله لفلسطين، وأعطى أحقية للوجود اليهودي التاريخي في المنطقة.
وأكثر من ذلك، حذفت كلمة فلسطين عن الخريطة، وأُزيل كل ما يروّج لمقاومة الاحتلال والاستشهاد، وكل ما يعارض الاستيطان، علَّ بن سلمان يصدّق الآن ما يقرأ في مناهجه بعد أنْ أخبر صديقه روزنبرغ بأنّه لا يصدّق ما يقرأ في المناهج القديمة.