تخوّف لبناني من أن تحرك السعودية جبهة عرسال من خلال عمليات إرهابية

لبنان / نبأ – اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فادي الأعور أن السجال الحاصل بين مختلف الفرقاء اللبنانيين على خلفية الأزمة اليمنية، يندرج باطار الاختلاف بالرأي، وهي مسألة متاحة ومسموحة طالما هي باطار ضوابط معينة، مستبعدا أن يؤدي الخلاف بالمواقف السياسية الى تدهور أمني لا تُحمد عقباه.

ورأى الأعور، في حديث لـصحيفة "النشرة" الإلكترونية اللبنانية أنّ المملكة العربية السعودية "تنفذ مشروعا كبيرا في الشرق الأوسط تجلى في لبنان من خلال العمليات الارهابية، وفي سوريا بدعمها جماعات المعارضة التكفيرية وفي العراق عبر دعمها عناصر داعش الذين نفذوا مئات العمليات الارهابية"، وأشار إلى أنّ "المشروع السعودي هدفه تخريب الشرق الأوسط وما يحصل حاليا في اليمن ليس الا استكمال لهذا المشروع المتفق عليه مع أميركا واسرائيل".
 
المواجهة كبيرة جدًا

وفيما أعرب الأعور عن اعتقاده بأن المواجهة كبيرة جدا، أمل أن لا يكون لها انعكاسات أمنية على لبنان، "باعتبار أن السعودية قادرة وفي أي لحظة على تحريك جبهة عرسال"، ولاحظ أنّ "المعارك حاليا محتدمة في الجهة السورية من الحدود على أمل أن يتقلص نفوذ الارهابيين قبل ان يفكروا باقتحام الحدود اللبنانية".
وشدّد الأعور على ضرورة "تفاهم وتعاون الحكومتين اللبنانية والسورية لخوض معركة مشتركة للقضاء بشكل كلي على الوجود الارهابي على الحدود الشرقية باعتبار أن الضرر لا يقتصر على دولة واحدة بل على الدولتين معا".
 
هناك تآمر لا تضامن عربي

واشار الأعور الى أنّه لا يؤيد الموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة تمام سلام خلال القمة العربية في شرم الشيخ، وسأل: "عن اي تضامن عربي يتحدثون؟" وأردف: "نحن اعتدنا التضامن العربي على فلسطين وليس نصرة لها ونأمل أن لا يشمل هذا التضامن لبنان وسوريا باعتبار أنّه في الحقيقة ليس الا تآمرا عربيا". وتساءل:"أي تضامن عربي يأتي بالتكفيريين الى أهم الدول المشرقية ذات الحضارات الضاربة في التاريخ؟"
واعتبر ان الموقف اللبناني في القمة كان يجب أن يدعو لعدم صرف الأموال لتخريب الدول العربية وتمويل الارهاب والتدخل بشؤون الشعوب، بل صرفها لدعم القضية الفلسطينية. ورأى أنّ "المال العربي يقتل اليوم أطفال اليمن في مخيمات النازحين، وهو يحول اليمن السعيد الى يمن تعيس باسم الوحدة العربية".
 
السعودية تؤزم حياة اللبنانيين والعرب

ولفت الأعور الى أن المعطيات الحالية تشير الى ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني "غير متيسر نتيجة ضغوطات اقليمية تعرقل مساره وتمنع انتخاب رئيس لبناني قوي"، لافتا الى أن "المملكة العربية السعودية تتحمل قسما كبيرا من مسؤولية التعطيل وهي التي تؤزم حياة اللبنانيين والعرب على حد سواء".
وشدّد على وجوب السير بالتعيينات الادارية والأمنية والتي بدأت بتعيين أمين عام جديد لمجلس الوزراء هو فؤاد فليلفل، واصفا الخطوة بـ"الممتازة" والأمين العام الجديد بـ"الكفوء". وامل ان تستكمل باقي التعيينات لتأمين استمرار دوران عجلة مؤسسات الدولة.

وفي هذا السياق، لم تصل الهبة السعودية التي وعدت بها المملكة الحكومة اللبنانية العام الماضي، بل سيستغرق تسليم الأسلحة ثلاث سنوات، وذلك في إطار هبة بقيمة ثلاثة مليار دولار، وعدت بها السعودية الحكومة اللبنانية العام الماضي، كما إعتبر خبراء في الجيش أنّ أن الصفقة الفرنسية السعودية (الهبة) فاشلة لأن لا قيمة فعلية للمعدات المعروضة والتي لا تتجاوز 600 مليون دولار، كذلك إن الأسلحة لا قيمة استراتيجية لها، وليست من النوع الذي يمكن أن يحدث تغييرات جديّة على مستوى الميدان في قتال المجموعات الإرهابية المسلحة، بحسب المرجع العسكري البارز في الجيش اللبناني.