اليمن / نبأ – رصد "فريدريك ويري" الباحث البارز في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، في مقال نشره بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أهم الإشكاليات التي تواجه تحالف "عاصفة الحزم" باليمن.
وأشار إلى أن السعودية حتى الآن وربما مستقبلًا، تفتقد الحليف القوي على الأرض، الذي بإمكانه استغلال الضربات الجوية، خاصة أن مثل هذه الضربات ربما لا تكون كافية، لأن التاريخ يكشف عن أن الضربات الجوية بدون قوات على الأرض تدعمها لا تنتج إنتصارات حاسمة.
وتحدث عن أن الفصائل المؤيدة للسعودية كالميليشيات القبلية من أسرة "الأحمر"، والجماعات السلفية المختلفة، وكذلك حكومة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، تعرضوا لهزيمة حاسمة على يد أنصار الله العام الماضي.
وأضاف أنه لا يوجد نقص في الجماعات وبقايا تلك القوى المعادية لأنصار الله، وعلى الرغم من أن مثل هذه الوحدات مازالت تتجمع لتكون قوة مقاتلة فعالة، لكنهم لم يتوصلوا إلى ذلك حتى الآن، والإشكاليات التي تواجههم كثيرة.
وطالب "ويري" بضرورة عدم المبالغة في كفاءة الضربات الجوية الحالية، لأن الضربات يبدو أنها استهدفت أماكن تم رصدها في الماضي قبل بدء العملية، كالقواعد الجوية ومراكز القيادة، وليست وحدات أنصار الله والمقاتلين في المناطق الحضرية أو خطوط الإمداد.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة للتنسيق مع حلفاء محليين على الأرض، واستخدام مراقبين وموجهي طائرات لتوجيه المقاتلات باتجاه الأماكن المطلوب قصفها، حتى تكون العملية أكثر تأثيرًا على أنصار الله.
وأشار إلى أن المملكة ربما تعمل على إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع اليمن، لزيادة الضغط على قيادة أنصار الله المتواجدة في صعدة، وعلى الرغم من أن تلك الفكرة ستتطلب جهدًا كبيرًا، إلا أنها لن تؤثر كثيرًا وحدها في الوضع بصنعاء وعدن.
وتحدث عن أن تحقيق الانتصار العسكري ربما لا يكون هو الهدف، وإنما تسعى السعودية لاستخدام العملية الجوية لكسب نفوذ وسلطة أوسع في المفاوضات، من أجل إبرام اتفاق تقاسم سلطة، وتعمل السعودية من أجل هذا الهدف على إعادة إحياء علاقتها مع الإخوان المسلمين ممثلين في حزب الإصلاح اليمني، من أجل شراء النفوذ على الأرض، وذكر أن ذلك يتناسب مع النهج المعتدل الذي تتبعه السعودية حاليًا مع الإخوان المسلمين إقليمياً.
وحذر "ويري" من أنه وعلى الرغم من أن الحملة تخدم أسرة العاهل السعودي الملك سلمان، وخاصة نجله محمد وزير الدفاع، ونجله خالد الطيار الحربي، باعتبار أن أحدهما يقود العملية برًا والآخر جوًا، إلا أن المحصلة النهائية للعملية ستكون خطيرة لمسار اليمن مستقبلًا، لأنها ستفتح مزيدًا من الشقوق بين اليمنيين على الأرض، وربما تعزز من شعبية أنصار الله كمدافعين عن السيادة اليمنية، وتخلق فرصًا جديدة لتنظيم القاعدة و"داعش" لينشطا هناك.