“الجهات الأمنية تواصل ضبط المتسوّلين في أرجاء المملكة”، هو عنوان تَصدَّر الصحف ونشرات الأخبار السعودية.
نشر الأمن السعودي مقاطع فيديو تظهر لحظة ضبط متسوّلين في مناطق مختلفة في الرياض وعسير ومدن ومحافظات أخرى.
إذاً، هي حملة ضد ظاهرة التسوّل. وهنا نضع علامات تعجُّب واستفهام عدة: كيف لبلد يعوم على النفط أنْ ينتشر فيه التسوّل بشكل كبير؟ وهل سألت الجهات المعنية عن أسباب تفشّي هذه الظاهرة وما الذي دفع بهؤلاء الناس إلى الشارع؟
تُطرح أسئلة كثيرة حول هذه الظاهرة، ليس من باب التماهي معها وإنّما لتسليط الضوء على حالات الفقر المتزايدة في ظل الإهمال الرسمي للمناطق.
قام النظام الحاكم، الذي يُفترَض أنْ يسوق الحلول للقضاء على ظاهرة الفقر والعوز لإنهاء معاناة المتسوّلين، بتجريمهم واعتقالهم وتوقيع عقوبات بحقهم تصل إلى 6 أشهر سجن أو غرامة تصل إلى 50 ألف ريال.
تغيب السلطات تماماً عن إيجاد حل لاحتواء الحالات التي تعبّر عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي وظاهرة الفقر المتفشّية في البلاد بفعل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان.