“لا نستطيعُ حماية أطفالنا”. إنّها صرخة الآباء في غزة الذين يُواجهون تهديداً جديداً بعد ظهور فيروس شلل الأطفال في القطاع.
فحملة التطعيم المعقَّدة التي تقودها الأُمم المتحدة منذ الأول من أيلول/سبتمبر 2024، اصطدمت بواقعٍ الصُروح الطبية المُدمَرة، فـ31 مستشفًى من أصل 36 تضرّر أو دُمّر، و90 في المئة من حوالي مليونَي شخص يعيشون في قطاع غزة نزحوا إلى مخيّمات مؤقَّتة مكتظة وغير صحية، مُحاطة بقمامة ومياه صرف صحي، وذلك بعد حرب الإبادة الجماعية منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.
كانت أوّل إصابة تمّ الإبلاغ عنها الأسبوع الماضي لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر، لم يتلقَّ أيّ تطعيمات روتينية بسبب الحرب. ومن المحتَمَل أنْ يكون هناك مئات الأشخاص الآخَرين مُصابين ولكنْ لا تظهر عليهم الأعراض، ممّا يُعَرّض مئات الآلاف مِن أطفال غزة للخطر، وفقَ “منظمة الصحة العالمية”، التي تهدف إلى زيارة 160 موقعاً، حيث يصعب الوصول جرّاء الدمار الحاصِل.
إلى جانب شلل الأطفال، حذّرت “الصحة العالمية” مِن التهاب الكبد والالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال، فضلاً عن الجرب والقمل والطفح الجلدي، مشَدِّدةً على وجوب تطعيم ما لا يقلّ عن 90 في المئة من الأطفال في غزة دون سن العاشرة عبر لقاحٍ فمَوي على جولتَين، بفاصل 4 أسابيع بينها.
هُنا، يبرز سؤال: كيف سيتحقق ذلك في منطقة حرب نشِطَة وفي ظلّ نزوح لا ينتهي؟