ما بُنِي على باطل فهو باطل. كلّما تقدَّم الوقت وتكشَّفت الحقائق، كلما ثبتت صحة هذه المقولة على مشروع “نيوم” في تبوك.
فالمشروع الخيالي الذي وُضِع حجر أساسه على دماء أبناء المنطقة ولا سيما “الحويطات” ربما ينهار، وسط بحر من الجدل المادي والأخلاقي، وفق ما ذكرت صحيفة “ذي صن” البريطانية في تحقيق مفصّل لها يوم 8 أيلول/سبتمبر 2024 حول المشروع.
تطرَّقت الصحيفة إلى الحديث عن مجموعة عقبات تقف أمام إنجاز المخطط الذي قالت إنّه “بدأ يخفت ضوؤه بشكل واضح مع تقليصه لتخفيض التكاليف، ما يعكس، بحسب الدكتور فريدريك شنايدر، المستشار في التحولات الاقتصادية بعد النفط في منطقة الخليج، محاولة السعودية كسب المستثمرين الأجانب، فضلاً عن ضعفها في مواجهة أسعار النفط”.
أمّا العقبة الأكبر فهي تلك المتعلَّقة بانتقادات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، إذ تبرز سوء معاملة العمال المهاجرين وظروف عملهم غير المواتية، حيث قالت “ذي صن” إنّ هناك ما يصل إلى 100 ألف عامل فُقِدوا في “نيوم” وبقوا مجهولي المصير، ناهيك عن تحذيرات من استخدام الذكاء الاصطناعي بما ينتهك الخصوصية والحريات المدنية.
هذا غيض من فيض المعضلات الأخلاقية التي تثير قلق المنظمات الحقوقية حول مدينة “نيوم”.