هاجمت أسراب الجراد السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبينما أعدت وزارة الزراعة السعودية برنامجا لمكافحته، استقبله بعض السكان في شهر رمضان بالترحاب استعدادا لاصطياده إما بغرض الاستهلاك أو التجارة.
ويلقى الجراد المشوي ترحيبا كبيرا على قوائم طعام سعوديين في بعض المناطق المهمشة، ويعتبرونه سببا في علاج كثير من الأمراض فضلا عن فوائده الغذائية.
وخلال مرور الجراد على المملكة في آذار/مارس شهدت الأسواق منافسة بين التجار في عرض بضاعتهم أمام المشترين، الأمر الذي جعله من السلع الأكثر جذبا للشراء، وتم إنشاء أسواق خاصة به يرتادها الراغبون في تناول أطباقه.
ويشهد السوق الشعبي المتاخم لسوق برزان بمدينة حائل، هذه الأيام، عرض كميات كبيرة من الجراد المعبأ في أكياس بلاستيكية وسط إقبال عدد كبير من الأهالي على شرائه خاصة كبار السن، وإدخاله ضمن متطلبات شهر رمضان.
ويتراوح سعر الكيس الواحد من الجراد في مدينة حائل، شمال المملكة، بين 100 و150 ريالاً (27 و40 دولاراً)، وتم اصطياده من الصحراء المتاخمة لمنطقة حائل منذ أيام استعداداً لشهر الصيام.
ويعد سوق "الجردة"، وسط مدينة "بريدة" بمنطقة القصيم وسط المملكة، أشهر أسواق الجراد في السعودية.
ويقول بعض السعوديين إن للجراد قيمة غذائية عالية كونه يقتات من جميع الأشجار البرية.
ويقدم الجراد، عادةً، بعد طهيه بالماء والملح فقط، ويترك حتى ينضج تماماً، ومن ثم ينشل وينتظر حتى يجف ويقدم على المائدة.
وحشرة الجراد غنية بالبروتين الذي يمثل 62% ودهون 17% وعناصر غير عضوية تمثل الباقي مثل: الماغنسيوم، الكالسيوم، والبوتاسيوم، المنجنيز، الصوديوم، الحديد، الفوسفور.
وهناك بعض الأهالي ينظرون إليه على أنه "فياغرا"، حيث يستخدمونه كمقو جنسي لدى الرجال في المملكة التي تضم أسواقاً خاصة بهذه "الحشرة النافعة الضارة".
وتحذر وزارة الصحة السعودية من تناول الجراد كغذاء، أو حتى لمسه ما قد يسبب أمراضاً عديدة في مقدمتها مرض السرطان واحتمال كونه مصدراً لنقل أمراض فيروسية غير معروفة.
وشدّد الدكتور محمد الزهراني، المشرف على إدارات نواقل الأمراض بوزارة الصحة السعودية، على أن الجراد كحشرة لم يُعرف كونه ناقلاً للأمراض سواء طفيلية أو فيروسية، ولكن متى تمت مكافحته بمواد كيميائية كيرقة أو بيض أو حشرة كاملة فانه يصبح في غاية الخطورة على الصحة.
وافاد الزهرانيً ان مكافحة الجراد بمواد ميكانيكية ومبيدات فسفورية سامة تؤدي الى اصابة الشخص عند لمسه وأكله بأمراض سرطانية مستعصية.
وبيّن الزهراني أن الجراد من الصعب جداً أن ينقل الأمراض أو الفيروسات، فهو جراد ليس ماصّاً للدم مثل باقي الحشرات الضارة، والتي تسبب أمراضاً وحمى مثل البعوض وذبابة الرمل وغيرها، ويعتبر غير متطفل على الإنسان بل الإنسان هو مَنْ يتطفل عليه.
وأكد مدير عام المركز السعودي لمكافحة وأبحاث الجراد، أن الدولة حريصة على حماية المحاصيل من إصابات الجراد ومنع تكاثره فيها ومواجهته من ساعة وصوله إلى المملكة إضافة إلى التنسيق مع البلدان المجاورة لرصد اتجاه تحركاته.